Jul 21, 2006

عندما رأيت منذر في الحافلة


عندما كنت في الصف الثامن, او كما يسمى الثاني اعدادي, كان شخص يدعى منذر يتعلم معي في نفس الصف, لا اذكر تفاصيل تلك المرحلة جيدا, سوى تلك الشجارات التي كانت تحدث كثيرا بين اصدقاء لي وبين منذر واخرون. منذر شخص عادي من قرية بيت نقوبا المجاورة لقرية ابو غوش. لم اره منذ سنوات, حتى قابلته بالدصفة في القدس عندما كنت عائدا للبيت, كان يجلس في الحافلة وعندما صعدت مشيت لابحث عن مكان في اخر الحافلة فوجدت شخصا مالوفا, شكله لم يتغير سوى انه صبغ شعره باللون الأصفر – وهي عادة باتت منتشرة جدا في محيطه وقريته – نظرت اليه وقلت له: منذر؟, فتذكرني على الفور ودار بيننا حديث عن ماذا يفعل وماذا افعل وكيف تجري الامور مع كل منا. كان الحوار فلسفيا نوعا ما, فحدثني انه يعمل في مكان للحلاقة وقد اصبح مسئولا هناك, اعجبت بتقدمه في العمل خصوصا ان المكان في القدس وهو مكان مشهور.

على الوجه الاخر فقد اعجب هو "بتقدمي", نحو المتباعة في التعلم, وكان كل منا يحسد الاخر ضمنيا على ما هو فيه, لكني كعادتي اؤمن ان لكل مجتهد نصيب. منذر يعيد لي تلك الأيام الشيطانية الصاخبة المليئة بالمشاجرات والتكسير والتخريب في المدرسة. وها نحن الان جالسون في حافلة نتحدث عن ما الذي يمكن ان يكون بعد. نزل منذر من الحافلة دون ان اتذكر اني الان قد تقدمت خطوات وصار بامكاني اخذ رقم جواله, لكن القدر شاء ان لا نتبادل ارقام الهواتف علي سأقابله مرة أخرى.

Jul 11, 2006

بين زيدان ومونديال الأحزان


جاء كأس العالم هذا العام متناسقا مع التوقيت الذي يرتاح فيه المشاهد, قبل اربعة اعوام كان كاس العالم الذي استضافته كوريا الجنوبية واليابان ماساة توقيتية فكل المباريات كانت تبث في العاشرة صباحا, اما هذه المرة فان التوقيت الألماني منح المشاهد الراحة في المشاهدة, فلم أشعر بضغط كما كان يحصل معي في كاس العالم السابق. والحق يقال ان الألمان ابدعوا في تنظيم هذا المونديال وأبدع منتخب ألمانيا ايضا.

المفاجات لم تتوقف في هذا المونديال, من اكثر المفاجئات التي شدت انتباهي هي صعود منتخب اوكرانيا الى دور الثمن نهائي وهو امر كان بعيدا عن التصور فلم يشهد تاريخ المونديال ان صعد اليه منتخب اوكرانيا بتاتا. لكن هذه المرة كانت مختلفة فقد صعد الى الثمن نهائي وعوض خساراته واثبت جدارته. من المفاجئات الأخرى التي شدت انتباهي هي قدرة زيدان على المواصلة, فقبل ثمان سنوات رايت كيف حصل زيدان على كاس العالم وكنت اظن انه كبير في السن نظرا لصلعته البراقة, قبل اربع سنوات خاب امل الجميع بفرنسا وذلك بعد ان اصيب زيدان في قدمه وتوقف عن اللعب فخسرت فرنسا وخرجت من ثالث مباراة, وقد راهن الكثيرون على ان زيدان سوف يخسر هذه المرة الا انه قد فاجئ الجميع هذه المرة فتراكمت نجاحاته على كل نظراءه حتى المنتخب البرازيلي الذي ظن الجميع انه سيفوز بالكأس, الا ان زيدان حطم امال البرازيليين ومن شجعهم وفاز على البرازيل. عندها خرجت انا واخرون من البيت نجري فرحا لهزيمة البرازيل التي كان الجيران كلهم يشجعونها. وعلى الرغم من اني من حارة يطلقون عليها حارة البرازيل الا اني كنت اشجع المانيا لكن هذا لم يكفي لاقناع اصدقاء لي لأنهم ببساطة ظنوا اني اشجع البرازيل.

استمر المونديال الى ان خسرت المانيا فبات المونديال قد انتهى بخسارتها, لكني تباعت مشاهدة المباريات وعلقت امالي بخسارة ايطاليا على يد فرنسا, فايطاليا كانت هي السبب في خسارة المانيا وكم كنت اريد ان يلتقي منتخبا فرنسا والمانيا, لكن حصل ان التقى في النهائي منتخبا فرنسا وايطاليا, وكانت مباراة طويلة جدا.

قبل ان ينتهي الوقت الاصلي للمباراة حدث أمر ما قد غير خارطة المونديال, شاهد الجميع ذلك المنظر, زيدان يضرب برأسه احد المهاجمين من المنتخب الايطالي. عندما تحقق الحكم من زملاءه الحكام اخرج ورقته الحمراء وطرد زيدان من الملعب, كانت لحظة قاسية, كل التوقعات بالإنتقام من ايطاليا لم تكن سوى لحظات لو انه انتظر لكن شيئا ما قد جعله يرتكب تلك الحماقة, لماذا يا زيدان, الا يكفي خروج ألمانيا؟!. هذه الحادثة أثرت كثيرا على مجريات المباراة وعلى الرغم من ذلك فلم ييأس المنتخب الفرنسي بل استمر في اللعب حتى وصل الى مرحلة الركلات. ان المشهد الذي شد انتباهي انذاك هو مرور زيدان خراجا من الملعب بجانب الكأس المتربع على طاولة بيضاء وهو ينظر الى الامام ولم ينظر الى الكاس.

Jul 1, 2006

مؤامرة المحمول في أحلك الأوقات


ليست مجرد مؤامرة كتلك المؤامرات التي تحاك ضد الأنظمة والملوك والرؤساء والفاسدون بشكل عام, انها مؤامرة ضد صاحب الهاتف نفسه ومتى؟, في أحلك الأوقات. انها التجربة الأولى بالنسبة لي في عالم الهواتف النقالة, والسبب لم يكن عدم رغبتي بمواكبة التقدم "الزائف", وانما لأني أعتمد على الهاتف المنزلي بصورة أكبر كما أني وحتى اليوم أشك في مصداقية علاج الذبذبات المضرة التي تخرج من الهاتف المحمول. الغريب في هذه التجربة هو اني لم ارى الفاتورة, فالهاتف جاءني كدعم من "العمل", وعلى الرغم من ذلك فانني أعتقد أنه قد تم تقليص أجري بدل الفاتورة, المهم اني لم أدفع وجها لوجه وهذه كانت المشكلة أي ان الهاتف ليس ملكي بشكل مطلق وانما هو ضمن مجموعة تتكون من خمس هواتف حصلت على احدها.

في فترة من الفترات اعتدت الاتصال بشكل مفرط جدا لدرجة اني استخدمت الجوال وهاتف المنزل – الذي ارخص ثمنا للمكالمات – بجانبي, الى ان اتى يوم ووجدت رسالة صوتية تقول اني لا استطيع الاتصال بسبب عدم دفع الفواتير, فاتجهت لابن عمي الذي هو ايضا واجه نفس المشكلة لكنه طمأنني انها ستنتهي حالما يدفعون الفواتير, حصلت هذه الحادثة اكثر من مرة ولكني تحملت قرف المحمول. المشكلة التي واجهتها هي البطارية التي كانت تنفذ بعد نصف ساعة, البطارية هي المشكلة فعندما كان الخط مقطوعا لم تكن البطارية تتوقف وعند عودة الخط فانها تموت وتعود لسباتها مسببة مؤامرة علي. لم تكن صدفة بل حدثت مع باقي الهواتف المحمولة, فتوصلنا لنتيجة ان بطارية المحمول والذي صنعته شركة ساسونج عبارة عن خردة لا أكثر وان المؤامرة التي كانت تاتي في احلك الاوقات هي امتداد لهذه الخردة.