Aug 21, 2006

ذا فيلج أو القرية


ذا فيلج هو اسم فيلم كان من المفروض أن يكون فيلما مرعبا كما صورته لنا الدعاية المستمرة المغرضة, لكن المفاجأة كانت ان الفيلم لم يكن سوى فيلم تاريخي درامي, حيث إستخدم الرعب في الفيلم للدلالة على فكرة فحوى الرعب الحقيقي. ذهبت أنا وأولاد أعمامي في سيارة رينو اكسبرس قديمة لا شيء صالح فيها سوى الاطارات وقد ركبت فيها انا واربعة اخرون, وكادت تموت في الطريق لولا ان الطريق خالية تقريبا من السيارات.

وصلنا القاعة وبدأ الفيلم. بداية مملة حسبا ما قالوا لي, وقد أغرمت على تحمل التوبيخ لأن فكرة مشاهدة الفيلم كانت فكرتي وقد شجعتهم على مشاهدته من منطلق انه فيلم رعب من الطراز الأول المخيف جدا. كانت فكرة الفيلم أن الوحوش فيه هو أهل القرية وقد قاموا بهذا الشيء كي يمنعوا باقي أهل القرية الوصول الى خارج حدود القرية والتي كانت ملكا للوحوش, وقد كانت هذه الخطوة هامة, حيث ان الوحوش أي بعض اهل القرية, كانوا يخيفون الاخرين وذلك لأن خارج القرية كانت هناك المدن والحضارة حيث تكثر الجرائم, لذلك كانوا هم من يصنعون الخوف لتفادي مخاطر حقيقية. في نهاية الفيلم يقوم احد الذين يدعون انهم الوحوش بشرح الخطة لابنته الضريرة.

بعد الفيلم خرجنا لنعود الى البيت وكل من كان معي كان محبطا من قصة الفيلم الغريبة, لكني كنت متفائلا بالفيلم بل وقمت بمشاهدته اكثر من مرة في البيت, في الطريق أوقفتنا شرطية مرور ولم تبقي أي تفاصيل في السيارة الميتة الا وقد علقت عليها مشيرة الى انها ستعاقبنا وتقوم بتنحية السيارة من على الشارع اذا لم يعترف ابن عمي انه لم يكن يضع حزاما, ولولا اعترافه لكنا قد بقينا دون سيارة, هذا ما حصلنا عليه من فيلم القرية او .. ذا فيلج.

Aug 11, 2006

أزمة الأسئلة على باب الحافلة


حدث غريب يحصل معي هذه المرة. في القدس في المحطة المركزية, كنت أنتظر في صف طويل على أبواب المحطة لأدخل الى المحطة. بعد ان أقنعت الحارس الذي يتجول في الخارج أني انسان عادي من حقي الركوب كباقي البشر في الحافلة, كان أمامي صف طويل من الناس ينتظرون ادوراهم للدخول الى المحطة.

عندما اقتربت من الباب, قامت الحارسة بطلب هويتي, وعلى الرغم من ان هذا الاجراء غير قانوني الا اني اردت ان اختصر خصوصا اني كنت متعبا وعلى وشك السقوط من الجوع. ولكن الأكثر غرابة في الموضوع هو انها بدأت معي تحقيقا حول وجهتي ومن أين اتيت ولماذا انا هنا وماذا أفعل, وهل هذه هويتي.

كانت الساقطة تحاول ان تثير غضبي, فأصرخ أو أقوم بخطوة ما فيتم سحبي وضربي ويتم تطبيق سيناريو عنصري ضدي. لكني تحملت كل وقاحتها وقرفها وسوء معاملتها, وعندما انتهت سالتها سؤالا واحدا, هل ايضا سائق الحافلة سيطلب هويتي ويحقق معي, فحدقت بي وأنا أدخل وأبتسم ابتسامة صفراء.

Aug 1, 2006

على شفا أمريكا


من منا لا يحلم بزيارة الى الولايات المتحدة الأمريكية لشتى الأسباب, وخصوصا اذا كانت هذه الزيارة ستطول ثلاثة أسابيع. من منا لا يطمح في هذا كله ومجانا, وخصوصا اذا كان هدف هذه الزيارة هو تمثيل المسلمين في حلقات حوار مع أناس من شتى انحاء الولايات المتحدة في برنامج يسمى وجها لوجه, هدفه يشبه اهداف المنظمات التي تطلق على أهدافها, حوار الأديان.

كانت الفرصة قريبة جدا مني, لدرجة أني خططت لتأجيل امتحان الكيمياء, حيث ان الامتحان كان من المقرر تقديمه خلال الفنرة التي تكون فيها الرحلة. كانت هذه هي المرة الثانية التي أحاول فيها أن انضم الى البعثة, المرة الأولى كانت تتالف من أشخاص لديهم أناس قريبون في المجلس المحلي, وكنت قد فشلت في تجنيد أحد لمصلحتي, اما المرة الثانية فقد استطعت التحدث الى شخص ساعدني كثيرا ولولا خطأ صدر عني في مقابلة المنظمة لكنت في الولايات المتحدة.

بعد ان تحدثت من الشخص المسئول, وافق على منحي الفرصة بشرط أن انجح في اللقاء, وهو الأمر الذي لم يكن في السابق حيث كانت البعثة تسافر دون لقاء ولا يحزنون. بعد ان حدد موعد اللقاء ذهبت لأجد امرأتان احداهما يهودية, سمينة, متفهمة, والأخرى على ما بدو انها مسيحية, والتي كانت سببا في عدم قبولي حيث انها طرحت علي أسئلة أودت بي الى أن أكثر من الكلام الذي لا يحبون سماعه ذاك الكلام الذي أحب أن أتحدث فيه.

سئلت عن اللغة التي أفضل التحدث فيها فقلت لا فرق بين العربية والعبرية والانجليزية عندي, على أساس أن يفهموا أني أتقن اللغات التي أتحدثها. وبدأت اتحدث بالعبرية على أساس أن تفهم حنان المسيحية أيضا. كان مشروع الرحلة يدور حول شباب يلتقون في مخيم أمريكي وتدور حوارات حول الدين, والصراع العربي الاسرائيلي. سئلت اذا كان شخص عنيد لا يقتنع بسهولة ما هي الطرق الأمثل لاقناعه بوجهة نظري, وبطريقة جعله يصغي الى آرائي والاقتناع بحسن ديني الخ.

كان هناك سؤال واحد هو الذي أذكره وأذكر أنه وضع النقاط على الحروف حينها. سئلتني اليهودية عن سبب تمسكي بديني على أساس اني ساذهب لأمثل ديني, فقلت ببساطة ان ديني يوفر لكل سؤال جواب وهو ما لا يوفره أي دين اخر. بعد ان فسرت لها معنى ذلك طرحت على سؤالا فرعيا لا اذكره ولكنه يتعلق بالسؤال الأول عن علاقتي بالدين, حينها فكرت واستخدمت الحملات الصليبية في الاجابة على السؤال, عندما قلت ان الاسلام لم يستعمل السيف لكي يقتل او يجبر الاخرين على اعتناق الاسلام ولكن الفتوحات الاسلامية كانت بهدف نشر الدين لمن اقتنع به, اما الحملات الصليبية فقد استغلت الكنيسة والدين وغزت الشرق بالسيف والعنف من اجل الاحتلال والسيطرة.

عندها علمت أن هذا الكلام لم ولن يعجي حنان, وأنا لا ألومها بل ألوم المسئولين على المشروع كله, كيف ينسق مشروع كهذا دون تمثيل شخص مسلم يكون ضمن اللجنة المقررة لمن سيسافر. بعد أيام اتصلوا بي وقالوا اني لم أنجح في اللقاء. اكتملت الصورة وعرفت أن الحملات الصليبية ما زالت تستجد قوتها, كنت على شفا أمريكا, أما من قبل للرحلة فكل من يعرفه يعرف أنه من أكثر الناس كرها للدين ومن أكثر الناس من يفخر بأنه لا يصوم ولا يصلي وقد أختير ليمثل المسلمين.