Oct 21, 2006

المطويات والبدع والشيوخ في العيد


على ابواب المسجد الاقصي الخارجية يقف شبان منتظمون, يحملون في ايديهم مطويات كثيرة متنوعة ويوزعونها على المصلين المتوافدون على المسجد الاقصى المبارك لاداء صلاة العيد. كنت كغيري قد اخذت احدى المطويات من احد الشبان الذين كانوا يوزعون المطويات في ساحة المسجد الاقصى.

كان عنوان المطوية, "بدع العيد", كانت تتحدث عن البدع التي تجري في العيد, وقد بدأت أقرئها وكان اول سطر فيها يذكرنا بالحديث الشريف الا ان كل محدثة بدعه وكل بدعة ضلاله وكل ضلالة فى النار. كان هذا هدف المطوية, الاشارة الى البدع التي تجري في يوم عيد الفطر, كالتكبير بصورة غريبة جماعية, وقراءة القران بتلاوة غريبة عن التي نسمعها عادة, فليست تلاوة حفص عن عاصم. وهناك بدع اخرى كثيرة.

ما شد انتباهي انذاك انني كنت اشعر وكاني امام شاشة سينما واقعية تحكي قصة اقرئها بالواقع. المطوية في يدي اقرأ فيها, والشيوخ على المنبر يمسكون الميكروفون ويكبرون بطريقة جماعية كما وصفت في المطوية بل وجاء احدهم وبدأ بتلاوة القران بصورة غريبة تماما كما وصفت في المطوية. التفت حولي واذ بي ارى اخرين يحملون المطوية ذاتها ويتحدثون بما افكر فيه.

الغريب في الامر ان المطوية وزعت على بعد خمسين مترا فقط من هؤلاء الشيوخ, وكان التحذير فيها يستدعي التوقف عنده واعطاءه اهمية واولوية لكني احترت في امر الشيوخ الذين مروا بجانب موزعي المطويات التي تحذر من بدع العيد وهم انفسهم يقدمون مثالا حيا على هذه البدع, ولله في خلقه شؤون.

Oct 11, 2006

رمضان والإنحباس الحراري


انها سنوات حاسمة ومتهورة ومضطربة, فلا منطق لما يحدث للطقس والاحوال الجوية. تارة تصيب وتخطئ تارة اخرى, انها نتيجة حتمية للتلاعب البشري بالطبيعة. الانسان ولا سيما الانسان المعاصر يتحمل قدرا كبيرا من المسئولية في قضية ارتفاع الحرارة المتزايد عاما بعد عام, فانبعاثات الغازات من المصانع وتراكم السيارات على الشوارع المزدحمة وعدم توفير طاقة نظيفة غير مؤذية للبيئة هي عوامل ادت وتؤدي الى ارتفاع درجة الحرارة للكرة الارضية عاما بعد عام حيث سميت هذه الظاهرة بالاحتباس الحراري.

شهر رمضان كغيره من اقسام العام يترك بصمة مميزة في حياتنا. في الماضي قبل عشرين عاما تقريبا كان الصوم في شهر رمضان الكريم يبدا في الربيع في شهر اذار وفي نيسان وحتى في ايار كان الحر يلازم الصائمين طيلة الشهر لكنهم كانوا يصمدون رغم الحر نظرا للفصل الربيع ذو الشمس الساطعة.

اليوم الوضع مختلف. شهر رمضان يبدا تقريبا قبل الخريف اواخر الصيف والمفروض ان يكون الطقس متعاونا مع الصائمين الا ان الاحوال مختلفة ومتضاربة. الحر شديد جدا, في عام 2003 كان اول يوم من شهر رمضان يوم احد الموافق للسادس والعشرون لتشرين الاول حيث انه من المفروض ان يكون يوما ماطرا او على الاقل يوما باردا بعض الشيء الا ان هذا اليوم كان حارا, انا اتذكر هذا اليوم خصوصا انه قد تكونت لدي فكرة عن مفهوم الاحتباس الحراري.

لم تكن الصعوبة في الصوم نفسه, بل الصوم متعة وارادة ففي السنوات الاخيرة لم يمضي شهر رمضان الا وقد عملت فيه في البناء وشعرت بمتعة الصيام وسعادة الصائم, لكن الصعوبة تكمن في الطقس الذي لا يتعاون ابدا. فشهادة من صام قبل عشرين عاما واكثر هي خير برهان على ان الصعوبة في صيام رمضان هذه الايام ليس بسبب الجوع وانما بسبب الطقس الحار الغريب. فمتى سيترك الاحتباس الحراري شهر رمضان الكريم وشأنه؟, لعل الاعوام المقبلة ستكون اجابة لهذا السؤال.

Oct 1, 2006

كيف تتسلل الى المسجد الأقصى


انه اخر يوم في شهر رمضان, فلا بد انك تعرف ان غدا يوم عيد. هكذا بدت الأمور عادية ومنطقية ككل عام يمر علينا, فنفرح بقدوم رمضان ونستقبله استقبالا من نوع اخر, لكن الغريب في هذا الاستقبال هو اننا اصبحنا نتلهف لقدوم رمضان من جهة والتفكير في مقاومة الطقس الحار من جهة اخرى. انه شعور لا يوصف الا عند تجربته.

في عيد الفطر تسقط كل اقنعة التلذذ بالمأكولات التي نتوعد بها في ايام الصيام, وتبقى المياد المعدنية متربعة على عرش المشروبات اينما ذهبنا لانها ببساطة تغنينا عن كل المشروبات الاخرى بل والطعام ايضا. صلاة العيد مهمة لمن قام وصام وصلى في رمضان, فهي جزء لا يتجزأ من الطقوس التي تتأقلم مع شهر رمضان الكريم, ولصلاة العيد في المسجد الأقصى طعم مميز, فقبل العيد كانت صلاة التراويح تاتي في الليل اما في صلاة العيد فانها تاتي في النهار, اي ان ذات الاسواق وذات الضجة تنتقل من الليل الى النهار.

الصلاة في المسجد الاقصى مميزة حقا ولبلوغها يحتاج من يسكن خارج القدس لسيارة, ليست هذه بمشكلة فهنالك خطوط مواصلات كثيرة, اما ان تصل الى المسجد الاقصى وبالتحديد الى اسواره وتمنع من الدخول فهذه حقا مشكلة وخصوصا في صلاة العيد.

ليلة العيد لم يسمح لنا بالدخول من قبل رجال الشرطة تحسبا لامور تخريبية على حد قولهم, فقمنا بتنظيم انفسنا وبالصلاة جماعة خارج سور المسجد الاقصى, فصلينا العشاء وانتظرنا من دخل ممن كان معنا فقد سمحوا لمن هو فوق سن الخامسة والاربعين بالدخول.

التخطيط للدخول الى المسجد الاقصى استحوذ انتباهنا وتفكيرنا الى ان وصلنا لنتيجة واحدة وهي ان نتسلل الى المسجد الاقصى قبل اذان الفجر اي ان ننطلق بالسيارة قبل اذان الفجر بنصف ساعة لكي نستطيع البقاء داخلا قبل مجيء الشرطة التي تنصب الحواجز, وهكذا يمكننا ان نصلي صلاة الفجر وصلاة العيد ونعود للبيت.

الامر الذي لم ناخذه في الحسبان ان الشرطة لا تنام, فربما يتعب الشرطي ويرهق ولكنه يستبدل باخر, فعندما وصلنا الى الاسوار وجدنا رجال الشرطة كما تركناهم في الليل ولكننا وصلنا اليهم ولم يكن هنالك مانع لديهم بدخولنا فسالناهم عن السبب فردوا بان مهمتهم انتهت واصبح بامكان الجميع الدخول.