Dec 21, 2006

رجبي حمزة إعلان على حائط


رجبي حمزة, أو بالأحرة حمزة الرجبي. فبالعبرية يكتب اسم العائلة قبل الاسم الشخصي. السبب لتذكري هذا الاسم هو اني رايته اعلان وفاة معلق على حائط الاعلانات في الجامعة, ولم يكن اعلانا تجاريا بل كان نعيا لوفاة ذلك الشخص الذي كان يعمل في التنظيف في الجامعة اثناء دوامه. ورغم انه قضى سنواته الأخيرة يعمل ككناس في القاعات الا ان اسمه علق ولمع كما تلمع اسماء العلماء الذين يلقون حتفهم في مختبراتهم.

تابعت تفاصيل الحدث من خلال النشرات التي قرأتها في مجلات تصدر في الجامعة بالاضافة لأخبار الانترنت, حيث بدأت القصة عندما تفاجئت طالبة وزميلتها التان كانتا قد سبقتا باقي الطلاب الى القاعة لتلقي احدى المحاضرات. كان الحظ عسيرا حيث ان احد الطلاب كان ممن تعلم الاسعاف الاولي, وقد نودي الى المكان على الفور الا انه فشل في احياء حمزة. ومات داخل القاعة بين صفوف الكراسي على الارض وبالقرب منه مكنسته التي حملها سنوات.

لم تكن الحادثة بنظر لجنة الطلاب في الجامعة مجرد حادث موت في العمل فحسب, بل أخذوا يوزعون التهم على الشركة المسؤولة عن التنظيف وعن العمال, حيث ان ساعات العمل الطويلة, ارهقت ذلك الشخص الذي كان طاعنا في السن. اللجنة خرجت في مظاهرة طلابية سلمية تعبيرا منهم عن استيائهم لاستغلال الأيدي العاملة الرخيصة بهذا الشكل.

لاحقا اعلنت الشركة المسئولة عن اعادة النظر في سياستها, وقد بدأت في قطع وعود بان كل عامل يتبع لها سيعامل وفق المنطق ووفق القانون, وسيتم تعويض اي شخص قد تضرر في الماضي. ولكن حدث هذا بعد ان توفي حمزة الرجبي, فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

Dec 11, 2006

ميخال المعلمة والطعنة المؤلمة


نهاية السنة التحضيرية, او بالاحرى بداية الامتحانات. ميخائيل معلمة التحليل النصي, كانت عنصرية وقاسية. كان اخر يوم تعليم يبدأ في صف ميخائيل, قبل الحصة وجدت نفسي امر بجانب دكان للهاديا, ففكرت في تلك المعلمة والتي ربما ستكون مفتاحا لحل مشكلتي المتعلقة ببحثي الذي اريد ان يكون موسعا لكي احصد علامات اخرى. ولكني استمريت في المشي الى ان وصلت الى الصف, لم تكن حصة عادية بل كانت مجرد حفلة لشرب الكولا وتناول المعجنات.

لم يشغل بالي سوى تلك اللحظة التي اتوجه بها الى ميخائيل طالبا منها ان تكتب لي بضعة سطور تدعمني فيها من اجل اخذها الى المديرة لتمنحني حقي في ن اقدم بحثا موسعا –وعلى الرغم من اني قدمت بحثا موسعا الا انه حسب كبحث عادي- وبالفعل عندما انتهت الحصة توجهت الى ميخائيل طالبا منها ان تكتب لي تلك السطور, فتفاجئت بانها تنكر اني كنت من المثابرين في حصتها. كبت غضبي الذي كاد ان يوقعني في جريمة حمقاء لولا تدخل المنطق في اللحظة الاخيرة, وخرجت من الصف اضغط بأسناني على بعهضا البعض.

في الحصة التي بعدها كنت انا وبعض الطلاب قد توجهنا الى بيت معلمة الانجليزي حيث ارادت ان نقضي الحصة الاخيرة في بيتها, خلال الحديث عن المرحلة القادمة تناولت موضوعي حول عدم اعطائي الحق في تقديم بحث مطول, واستشهد بأني أحضرت الكثير من المراجع باللغة الانجليزية وحينها كانت معلمة الانجليزي قد أدركت سبب احرازي نتيجة جيدة في اخر امتحان. وقتها طلبت منها ذات السطور التي طلبتها من ميخائيل الا ان الفرق هنا ينقسم لنوعان الاول ان تاثير ميخائيل اكبر وذلك لانها المعلمة المسؤولة عن البحث لان البحث ايضا يقدم صورة عن التحليل النصي لكل طالب وقدرته على التعامل مع النصوص العبرية, السبب الثاني ان معلمة الانجليزي "رونا" قبلت طلبي ووقعته بخط يدها وطلبت مني ان ابلغ المديرة للإتصال بها هاتفيا لإبلاغها اني اصبحت مجتهدا.

اخذت ما امكنني من القوة النفسية ودخلت الى المديرة, لكن شيئا لم يتغير. بعد ايام كنت اروي لأحد الزملاء الذين تعلموا معي في صف ميخائيل وهو "ناحيميا" اثيوبي الاصل, حدثته عن قصة حدثت معي وتدل على العنصرية وهي اني ذات يوم توجهت لميخائيل ان تمتحنني مرة اخرى باحدى الامتحانات التي لم اتمكن من الحضور اليها فرفضت وقالت ان سيحسب لي صفرا, كان خلفي "اليكس" وهو غربي المنشأ أشقر وليس عربيا, يعاني ذات المشكلة الا ان رد ميخائيل له كان اخر فقد قالت له بالحرف الواحد انه ليس في حاجة لكي يمتحن من جديد فعلاماتك يا "اليكس" ستحسب وكانك حصلت في الامتحان الذي لم تقدمه مئة.

لم استغرب من "ناحيميا" عندما حللها على الفور وقال لي: يا للعاهرة. بل شعرت براحة نفسية عندما اخذ يحدثني عن عنصريتها اللامتناهية تلك. ميخائيل وان كانت كلمة عاهرة قلة ادب فقد فقدت الكلمة شرفها لإلتصاقها بتلك العاهرة.

Dec 1, 2006

بن لادن ردني عن الإسلام


كم ساذج انت يا ابراهيم, جملة قد صرحت بها الى شخص يدعى ابراهيم فخري, هو من ابناء جيراننا في الحارة, ابراهيم يكبرني سنا, وعلى الرغم من ذلك فلم اتفاجئ عندما وجهت له تلك الكلمات. كانت تلك الجملة تعبيرا مني عن سذاجته حقا, فقد ازال عن جبيني عبارة الاسلام وعراني تماما عن الصحة والاسوأ من ذلك انه ردني عن الإسلام بسبب أسامة ابن لادن.

ابراهيم من اؤلائك الأشخاص الذين يحبون التباهي بأعمال المقاومة في العراق, فيرى فيها اسلوبا جديدا ونوعا اخر من المقاومة التقليدية, فلقد أحب ابراهيم رؤية التفجيرات تلك وأحب رؤية الدبابات تحترق ومدرعات الأمريكان تأكلها النيران, وأحب رؤية الجحيم الأعظم يلتهم الغزاة عن بكرة أبيهم. وفي الواقع فان وجهة نظره تحمل في طياتها بعض الحكمة والواقع الغير مصرح به من قبل كل عربي وكل مسلم. فليس عيبا ان نخفي فرحنا عندما نرى ان مركبة للعدو تحرق. وان جنديا غازيا محتلا لبلاد الرافدين يقتل.

كغيره من الساذجين, يعتبر ابراهيم ان المقاومة في العراق قامت على ما يسمى بتنظيم القاعدة, ذلك التنظيم الذي لا يزال يخدع الكثيرين باكاذيبه وبتخلف قيادييه. لكن الحقيقة ان المقاومة العراقية قامت في الاصل من ابناء العراق انفسهم سنة وشيعة واكراد, فالاحتلا غير مرغوب بغض النظر عن الاختلاف الديني والمذهبي والعقائدي, الا ان السذاجة أكلت عقول الكثيرين ومنهم ابراهيم.

انا لا اؤمن ولن أصدق ان ابن لادن يحب المسلمين, فهو ليس بمقاوم, بن لادن من وجهة نظري كما يراه غيري ملايين, مجرد مجرم عميل ويلعب على اكثر من حبل سياسي. هذه الجلمة لم تعجب ابراهيم الذي توجه الي مستغربا ومتساءلا عن بداية الفترة التي ارتددت فيها عن الاسلام, المصيبة هي ان ابراهيم حينها لم يكن يصلي بعد ولا يجيد قراءة الفاتحة كما يجب, لكن الله تعالى هداه لاحقا.

لم اسغرب كثيرا من هذا الرد لكني واجهته بالرد الذي ذكرته سابقا وهو السذاجة, وبالاضافة الى ذلك ضحكت كثيرا, لم اعرف حينها لماذا ضحكت, هل بسبب سذاجة ابراهيم ام بسبب حقيقة بن لادن في عقول متاكلة ومعفنة ام بسبب اني خرجت عن الاسلام لاني لم اؤمن ببن لادن, لكني ضحكت وافضل الضحك في مواقف كهذه لان خير البلية ما يضحك, المعذرة لكن كم أنت ساذج يا ابراهيم.