Nov 24, 2007

إشعال النار فن وإبداع



النار كالرسم التشكيلي, فمكوناتها تشبه تجميع الألوان, والشروع في رسم لوحة ما. صغيرة كانت أم كبيرة, عابرة كانت أم ذات تأثير سواء كان إيجابيا أو سلبيا. وبما انها كالرسم, فهي إبداع لمن عرف كيف يشعلها, فالكل يستطيع أن يشعل نارا جاهزة بإستخدام الوقود المحترق, لكن الأمر يختلف عندما نقوم بإشعال النار بمجرد إستعمال الحطب وحدة. الأمر ليس بغاية الصعوبة فكل ما نحتاج القليل من الصبر, والكثير من الأحشاب التي قد لسعتها أشعة الشمس, ويستحسن تلك الأخشاب التي تشعر بخفة وزنها, كونها قد إكتفت لسعا من أشعة الشمس.

خشب البلوط من أكثر الأخشاب التي أحب حرقها, فتنتشر فيه النار كإنتشارها في الهشيم, حتى ولو كان خشبا أخضر. النار حقا إبداع, وفي كل مرة أذهب في جولة الى الجبال لا بد وأن أقوم بإشعال نار لتدفئة كانت أم لمتعة المنظر والتصوير أيضا.

Nov 13, 2007

شوارما الحج كحيل


ذات يوم وفي قمة الإنشغال بحثا عن شيء آكله, أسمع صوت الباب يطرق. عندما عدت الى المطبخ, أعدت كل شيء كنت أنوي أكله, لأني ببساطة حصلت على هدية جائتني من حيث لا أحتسب.

إبن عمي, يشعر بالجوع ويريد أن يسد هذا الجوع بلفة من شاورما الحج كحيل في يافا. وقد وعدته أني خلال ساعة أو أقل سأكون جاهزا, وبالفعل إنطلقنا بعد الإتفاق بنص ساعة تقريبا. أخذت معي الحاسوب المحمول, حيث كنت أنهي عليه عملا ما, خلال الطريق قمت بتصوير أشياء كثيرة لكني مسحتها بالخطأ.

عندما وصلنا, قمنا بطلب وجبة لكل واحد, الأمر الذي شد إنتباهي هناك, هو ذلك الشخص الذي يضع في اللفة ما يطلب الزبون, حيث اني أعجبت بسرعة لفة للفة, وبسرعة وضعها وتجهيزها, وهي تحرق الأصابع لكثرة حرارة اللحمة والطعم المميز لدى الحج كحيل.

عندما فحصت الورقة التي أعطاني إياها الشخص الذي ندفع له مسبقا, رأيت أنه قد خصم لي شاقلا ونصف, حيث أني إشتريت لفة أرخص من الذي يدفع نقدي. عندما دققت النظر وجدت أن هذا التخفيض يحصل عليه كل من يحمل بطاقة إئتمان للطلاب الجامعيين, ولعل التعليم سينفعني في شيء فهذا أهم شيء.

هناك أمر حصل, ولو أنه مخز بعض الشيء إلا أني أريد التحدث عنه. عندما دخلت الى المطعم, ذهب إبن عمي وإشترى قنينة كولا من الحجم العائلي كي لا نضطر لشراء كولا من الحجم الصغير والتي ثمنها غال ولا تفي بالغرض. وعندما إنتهينا دخلنا الحمام لنغسل يدينا, وعند عودتنا لم نجد القنينة التي كان نصفها مليء, واذا بي أرى عمال المطعم ينظفونها ويمسحونها ويلمعونها, ويدخلونها الى المطبخ الداخلي, وعندما قلنا لأحدهم أن هذه القنينة لنا, نظر الينا وضحك, فقلنا له: خلاص خذها صحتين.

لا أعرف لماذا حدث هذا الفصل "المخزي", هل لأن العمال لا يحق لهم شرب الكولا من المطعم, أن عاملا شاذا عن القاعدة قام بفعلته, مع أن باقي العمال ساندوه, أم أنه رأى أني "شبعت", ولم يعد يحق لي شربها؟!. عندما حدثت آخرين عن الحادثة, قالوا لي على الفور أن أصحاب المطاعم كلهم هكذا, حيث أنهم لا يسمحون للعمال بشرب المشروبات الغازية من المطعم نفسه. لكني ورغم هذا خرجت سعيدا من هناك لأن "اللفة", أنستي كل شيء.

Nov 2, 2007

إبهامي في خطر


كان يوما صعبا, البناء في الحر والضغط على الأعصاب يولد الإنفجار, لكن في حالتي إكتفيت بتلقي ضربة مؤلمة في إبهامي الأيمن جراء تصادم صخرة متوسطة الحجم بعربة حديدة سميكة كنت قد بدأت في ملئها بالصخر, لكن المشكلة, أن الصخرة المتوسطة تصادمت مع العربية, بينما إصبعي الإبهام بينهما.

لم أذكر كيف كان شعوري وقتها, لكني أذكر أني قاربت على البكاء لكثرة الألم. وأفلتت أحبالي الصوتية العنان لنفسها بالصراخ, والشتائم على العربة الحديدية والصخرة, وعلى عامل الرافعة وحتى على نفسي. ذهبت الى خنفية الماء وهناك وضعت إصبعي تحت الماء البارد, وأتألم, حتى أني لم أستطع النظر حولي ومعرفة من يقف خلفي. عندما إلتفت رأيت طابورا من العمال ينتظروني حتى أنتهي من البكاء وأترك لهم الماء.

بعد ذلك تناولت الفطور وأنا أتألم, وعندما هدأت أعصابي, قمت بلف إصبعي بضمادات ودواء ومن هذه الأمور. لكن الألم لم يذهب أبدا, وأصبحت أخشى التصادم في أشياء بسيطة كي لا يزداد الألم, لأن إبهامي في خطر.