Jan 30, 2008

عودة الثلوج


هذه المرة تساقطت الثلوج حقا, كما قد وعدنا راصدوا الجو. إنها المرة الثالثة على ما أظن, والتي تتساقط فيها الثلوج منذ العام 2000, حيث أن الثلوج تساقطت مرتان على الأكثر خلال السبع سنوات الماضية, وأقصد هنا الثلوج بكميات كالتي جاءت هذه المرة, وليست مجرد طبقة رفيعة من الثلوج الزائفة.

رغم ان هذه المرة تساقطت الثلوج وكأن الغيوم تخجل بأن تعطينا ثلوجا كالتي تساقطت في منطقة القدس والمناطق التي وصلت بها الثلوج الى علو يفوق الخمسة عشر سانتيمترا, إلا أني رأيت القرية قد لبست ثوبها الأبيض.

على الرغم من أن هذه المرة تعتبر ثلوجا خجولة, إلا أن الثلوج عادت من جديد بعد إنقطاع الأمل في عودتها. فلبست البلاد ثوبها الأبيض كما كانت قيل أعوام مضت. لقد عانيت هذه المرة بسبب الثلوج حيث أني لم أستطع النوم بسبب البرد القارس, ولم أقرب السرير لأنه قريب من الحائط, والحائط في مثل هذا الطقس يبدو وكأنه حائط من الثلج. فبقيت طوال الليل بجانب المدفأة التي لم تخدمني كثيرا, حيث أن الكهرباء كانت تنقطع كثيرا, لكن على الأقل هنالك ثلوج بالخارج.

Jan 25, 2008

لا تقربوا النسخة الأصلية



إنها مهزلة حقا, بل قمة المهزلة. أن يحصل ذلك من شركة عريقة, ومن لعبة كانت تشكل لي الخطوة الأولى حيث أشتري ولأول مرة لعبة أصلية من شبكة محلات لألعاب الحاسوب. المصيبة أنني أنزل بين الحين والآخر ألعابا كثيرة, حتى أني أكسل أن أرتبها في مكان معين, ودون فوضى. قبل أيام ذهبت الى إحدى محلات الألعاب, وبالمناسبة لم أذهب خصيصا الى ذلك المحل, بل كنت أقوم بحل مشكلة مصرفية في البنك. عندما رأيت إعلانات اللعبة من زجاج المحل, لم أتمالك نفسي, فدخلت لأشتري اللعبة, وبالفعل فقد إشتريت آخر نسخة في المحل, حيث أن نسخا كثيرة بيعت منها لشعبيتها الواسعة, إنها "Medal of Honor Airborne", لم تكن مجرد لعبة عادية, فقد سمعت عن الصور الرائعة والمحاكاة الخيالية التي تتمتع بها.

دفعت ثمنها على قسطين بواسطة بطاقة الإئتمان, وعدت الى البيت لأرى تلك اللعبة. الأمر الذي دفعني لأشتريها هو أني أملك النسخة السابقة من تلك اللعبة, لكن ليست نسخة أصلية ورغم ذلك فقد لعبت بها لما يقارب العام تقريبا, كانت لعبة مميزة حقا, ومثيرة, ورغم أن ذلك تضييع للوقت, لكن هذه اللعبة شيء آخر. فمن حرب الى حرب ومن مهمة الى مهمة ومن معسكر الى معسكر, مغامرات وإثارة وتشويق. لكن هذا لم يحصل مع النسخة الجديدة من اللعبة.

اللعبة الجديدة تحتاج الى مواصفات عالية لتشغيلها, ولم تكن هذه بمشكلة, حيث أني قمت بالتوجه الى الحاسوب المحمول ذلك لأنه يحتوي على مواصفات عالية كالتي تتطلبها اللعبة وحتى مواصفات أعلى. المشكلة كانت في القرص نفسه, في اللعبة نفسها, حيث أني صدمت عندما رأيت أن التنصيب للعبة لم يتم وذلك لمشاكل في القرص نفسه, عندما نظرت الى القرص لم يكن هناك شيء غير عادي لكن المشكلة على ما يبدو أن القرص ليس كاملا, فهنالك ملف غير موجود وبالتالي فإن اللعبة لم تنصب على الجهاز. قمت بعدة إتصالات هنا وهناك ولم تأتي بفائدة أبدا. اللعبة موجودة عندي, وأنصح الجميع بأن لا يشتري لعبة أصلية, بل الأصح هو أن ننزل هذه الألعاب عن طريق الإنترنت إن كانت هنالك حاجة أصلا لوجود الألعاب. فلا تقربوا النسخة الأصلية.

Jan 10, 2008

لستهم يهودا؟


من عادات بني صهيون, وهي عادة وثنية حسب إعتقادي, أن يزوروا المقابر "ليتحدثوا" الى موتاهم ولتذكرهم. من أغرب الأمور التي سمعتها ذات يوم, أن إمراة جائت الى المقبرة تحمل البلالين, والهدايا, حيث قامت بعمل حفل عيد ميلاد لزوجا المقبور تحت قطع من الرخام. إنها ليست حكاية خيالية بل هي واقع حدث أمام اناس أعمل معهم في شارع ما.

ما حصل أمامي شيء درامي, أكثر من كونه خيالي, حيث أنه ومن عادات بني صهيون أيضا, الرجوع الى قبر الميت بعد أسبوع من دفنه لتذكره, لكن الشرط في هذه "الذكرى" أن يكون عددهم أكثر من عشرة أشخاص. وعادة ما تكون العائلات الصغيرة في حاجة الى من يشاركهم في تلك الأمور, وهنا كانت القصة التي شعرت أني وكأني في فيلم من أفلام هوليود.

كنت أعمل في الشارع قريبا من المقبرة مع شخص حقير جدا, لأنه نصاب وكاذب. المهم, بينما نحن الإثنان نتحدث سمعنا صوت إمرأة سمينة تنادي, إلتفت الى الجهة التي كانت تنادي منها, وإذا بها تطلب مني بالعبرية طبعا, أن نشارك أنا والشخص الثاني في "الذكرى" للميت وهو أخاها وإسمه "تسفيكا". عندها أدرت رأسي الى الوضع الذي كان به من قبل وعدت للعمل دون أن أنطق بكلمة.

ذلك النصاب الذي كان معي, إبتعد عني وإختبئ خلف الحجارة, بحيث لا يرونه وهو يضحك. أنا لم أرد عليها, فهي لم تعرف أننا عرب ومسلمون أصلا. بينما أتحدث مع ذلك النصاب, وهو يخبرني عن قصة مشابهة حدثت معه, وإذا به ينظر خلفي وكأن وحشا سينقض علي, نظرت الى الخلف فوجدت تلك المرأة السمينة تقف خلفي وتنظر إلينا بحيرة وعلى وجهها إبتسامة شكر وخيبة أمل.

كانت تلك الإبتسامة حقا, خليطا من الشكر وخيبة الأمل, فالشكر كان لأننا لم نرد عليها في المرة الأولى , حيث أن خيبة الأمل جاءت لأننا لم نرد عليها في المرة الأولى لكننا وبسكوتنا هذا عرفت أننا لا نلائم للخدمة التي طلبتها. نظرت إلينا وقالت ألستم يهودا؟, كان ردنا بالنفي. إبتسمت وقالت أنها تريد أن يكتمل العدد "لذكرى" أخاها, لكن شكرا لكم. لا أعرف لماذا الشكر, هل لأننا لم نكذب عليها, هل لأننا لم نخدعها كما يفعل آخرون, أم لأننا لسنا يهودا؟.