Sep 11, 2006

أين كنا في سبتمبر


منذ عام 2001 في كل عام في الحادي عشر من سبتمبر, تكون ذكرى لهجمات الحادي عشر من سبتمبر والتي أصبحت علامة فارقة في التاريخ المعاصر. يحاول كل شخص ان يتذكر اين كان, وما كانت الظروف انذاك ولماذا حدثت تلك الحوادث. اذكر أني كنت في القدس عند طبيب العيون, وعندما عدت الى البيت وجدت خبر ارتطام الطائرة الأولى بالمبنى الأول.

بعدها توالت الأحداث واستمرت وتبلورت في أن الحوادث التي تتعرض لها الولايات المتحدة الأمريكية حوادث ليست عشوائية وانما منظمة ومخطط لها منذ وقت طويل. وكما ان الأحداث والذكرى تتكرر كل عام فان الشك شكبر ايضا كل عام, وباتت خيوط توضح ان الذي قام بضرب الولايات المتحدة الأمريكية هم الأمريكان أنفسهم.

حقيقة تكاد تكون مستحيلة لكنها واقع مستنبط من التاريخ, عندما استغل الولايات المتحدة الأمريكية بيلر هاربر كذريعة لدخول الحرب العالمية الثانية, وها هي الآن تستغل ما تسميه "الحرب على الارهاب" كذريعة للدخول في حروب في الشرق. لكن الفرق انها في الحرب العالمية الثانية نجحت بفضل القنابل الذرية, اما الان في غارقة في وحل العراق والمقاومة العراقية.

معادلة صعبة أطرحها في كل عام من في هذا اليوم, وما زلت أبحث عن تفسير مناسب لما يحصل وما حصل وكلما سنحت لي الفرصة أتذكر أين كنت في سبتمبر بالضبط.

Sep 1, 2006

بداية التحضيرات للحرب القادمة


في يوم دراسي نظمه مركز يافي في جامعة تل ابيب حول تداعيات الحرب على لبنان: استبعاد حرب أخرى واللاعبون الأساسيون في المنطقة ليسوا عربا
٭ بروفـيســـور اشــير ساســـير: تحديات "من نوع جديد" تظهر في الشرق الأوسط تتمثل اساسا في "نظرية المقاومة" التي تحـــظى بشـــعبية غير مســــــبوقة في المنطقة ٭ غــيورا ايلانـد: الجــــيش لم يكن جاهزا لمثل هذه الحرب لأن تقـــــــديراته السابقة افادت ان حربا ستندلع بين اسرائيل وجهة عربية فقط في واحدة من حالين: سقوط نظام او مبادرة اسرائيلية لها ٭ البريغادير في الاحتياط شلومو بروم: الحــرب مع الفلســطينيين ستـطـول ولـن تنتــهي الـــــى حـــســـم عســـكري انمــــا الــى ســـياســــــي

المحاضرون الاسرائيليون المشاركون في اليوم الدراسي تحت عنوان «تداعيات الحرب على لبنان» الذي نظمه، الثلاثاء الماضي مركز «يافي» للأبحاث الاستراتيجية في جامعة تل ابيب في تقويم نتائج الحرب. وفيما أشار بعضهم الى عجز الجيش عن دحر «حزب الله» رأى آخرون في القرار الدولي الرقم 1701 مكسبا سياسيا هاما لم يكن ليتحقق لاسرائيل من دون هذه الحرب. لكن جميع المتحدثين أجمعوا على ان الانطباع الذي تركته نتائج هذه الحرب أذهان الاسرائيليين هو الفشل او بلغة ملطفة «الاخفاق» وعزوا ذلك الى الفارق الكبير بين الأهداف التي حددها الجيش وبين ما تم بثه للجمهور من ان هزم حزب الله سيتحقق خلال ايام من دون أن يخطر بباله ان تتعرض البلدات شمال اسرائيل الى قصف متواصل لمدة شـــهر.ورأى البريغادير في الاحتياط شلومو بروم ان الحرب التي وقعت هي «نموذج للحروب المتوقعة في المستقبل» التي يكون أحد اطرافها تنظيما، على الغالب تنظيم أنصار في دولة ليست قادرة حكومتها على بسط سيطرتها، وليس دولة».وأضاف ان حربا كهذه تستغرق وقتا طويلا لأنه ليس ممكنا حسمها خلال حرب قصيرة، «وهذا ما لم يستوعبه الاسرائيليون». وتابع انه كان واضحا للجيش الاسرائيلي انه لن يحقق حسما «بعد ما أنجزه في الايام العشرة الأولى لأن الحسم يتطلب اعادة احتلال كل جنوب لبنان وخوض حرب طويلة لا يرغب بها أحد في اسرائيل».

واستبعد العسكري السابق ان تشهد الحدود الشمالية لاسرائيل حربا اخرى بين اسرائيل و»حزب الله» لأن الطرفين منهكان لكنه دعا القيادتين السياسية والعسكرية في اسرائيل الى الاستفادة من الحرب على لبنان في الحرب التي تخوضها اسرائيل ضد الفلسطينيين. وزاد ان الحرب مع الفلسطينيين ستطول ولن تنتهي الى حسم عسكري انما الى سياسي «من شأن العمليات العسكرية التي نقوم بها ان تؤثر لمصلحتنا على طبيعة الحل السياسي».

من جانبه قال الاستاذ الجامعي مدير معهد «ديان» للدراسات الاستراتيجية في الجامعة ذاتها البروفيسور اشير ساسر ان الحرب ألاخيرة لم تكن حربا اسرائيلية - عربية «لأن اللاعبين الأساسيين فيها لم يكونوا عربا». وقال انه من الناحية الاستراتيجية دارت الحرب بين الجيش الاسرائيلي وايران او «بين قوتين عظميين ليستا عربيتين». واضاف ان الحرب كانت نتيجة حتمية للتغيرات في المنطقة التي سبقت الحرب «وجاءت الحرب لتوضحها بشكل أكبر».

ورأى المحاضر ان الدول العربية الرئيسية منشغلة في همومها الداخلية «ومنطوية على نفسها وفي مقدمها مصر». وقال انه مقابل «الأفول العربي» تشهد المنطقة بروز قوى عظمى ليست عربية: اسرائيل وايران وتركيا وان ألأخيرة « مخذولة من الغرب وتعود شيئا فشيئا الى الحضن الاسلامي بعد ان رفضتها اوروبا».

ورأى المحاضر الخبير في الشؤون العربية ان تحديات "من نوع جديد" تظهر في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة لا تتمثل في السلاح غير التقليدي فحسب انما في "نظرية المقاومة" التي تحظى بشعبية غير مسبوقة في المنطقة، خصوصا المقاومة اللبنانية والفلسطينية "ما يستوجب على اسرائيل الاعداد لمواجهة هذه النظرية". وزاد ان اسرائيل فضلا عن وجوب الاعداد للمشروع النووي الايراني ملزمة ايضا الاعداد لاحتمال حصول فوضى عارمة في المنطقة "واحتمال تشرذم خطير في العراق سينعكس حتما على الأردن وبالتالي على اسرائيل ". كما اضاف ساسر "المسألة الديمغرافية" الى مجمل التحديات التي تواجهها الدولة العبرية وقال: "اننا امام حسم مصيري في عدد من القضايا والسؤال هو هل عندنا من يقدر على مواجهتها".

من جانبه تناول الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الميجر جنرال غيورا ايلاند في محاضرته سيرورة اتخاذ القرار السياسي في اسرائيل وقال ان جل ما يعني رؤساء الحكومة هو البقاء في مناصبهم وانهم يقضون معظم اوقاتهم في الانشغال بقضايا حزبية لا بالقضايا التي كلفوا متابعتها. ووصف اجتماعات الحكومة التي شارك فيها في السنوات الثلاث الأخيرة بغير الجدية وقال ان رئيس الحكومة غالبا ما يخفي عن وزرائه حقيقة ما يدور في خلده لخشيته من ان يستغله خصومه من الوزراء في معركتهم على خلافته او اطاحته. وأضاف ان المشكلة الرئيسة تتمثل في غياب طاقم مهني يعمل الى جانب رئيس الحكومة وأن الأخير يفضل ان يكون الى جانبه "مستشارون اوفياء" على حساب خبراء ومختصين في القضايا السياسية والأمنية. وعن قرار اعلان الحرب على لبنان قال ايلاند ان الحكومة اتخذته من دون ان يقدم لها الجيش خيارات مختلفة كما ينبغي ومن دون ان تطلع الحكومة على قدرات الجيش الحقيقية على تنفيذ القرار او ان تحدد له الأهداف او ان تستمع الى تفاصيل ضرورية عن المخطط العسكري او تبحث في استعداد الجبهة الداخلية للحرب. وقال ان الحكومة وقفت امام خيارين فقط اما قبول اقتراح الجيش او عدم عمل شيء. وزاد ان الجيش لم يكن جاهزا لمثل هذه الحرب لأن تقديراته السابقة افادت ان حربا ستندلع بين اسرائيل وجهة عربية فقط في واحدة من حالين: سقوط نظام او مبادرة اسرائيلية لها.

هذه اذا التحضيرات الاولى للحرب القادمة على حزب الله, فقد بدأ المثقفون في عرض الحالة المزرية للجيش الاسرائيلي بدعوى ان الحرب لن تعود مرة اخرى في حين ان الميزانية المصدق عليها للعام 2007 اعطت وزارة الدفاع اكبر حصة وتكاد تكون بقيمة حصة التعليم مرتان, وفي حين عين وزير جديد للتهديدات الاستراتيجية كما دعاه الدكتور عزمي بشارة وذلك من اجل الوقوف بجانب طاولة اتخاذ القرارات حيث جاء على لسان ليبرمان نفسه انه على استعداد لتقديم خدماته. هذه الزعرنة اللامباشرة بدات بها الاجهزة الاسرائيلية متزامنة مع التصعيد على الخليج العربي مع امريكا حيث تحضر الولايات المتحدة الامريكية مع بعض الدول العربية مناورات من شانها في النهاية الاطاحة بالحكم في ايران وليس بدعوى الملف النووي, وعلى الجبهة الاخرى تجري اسرائيل استعدادات قوية لضرب المقاومة في لبنان وفلسطين. من تجربتي الشخصية وعندما سمعت اولمرت يتفوه بكلمات الانتقام بعد الحرب الاخيرة شعرت انه اكثر جدية من اي وقت اخر, لم اسمعها من وكالات غربية او عربية وانما بالعبرية, وكان مفادها ان اللحظة الحاسمة لم تاتي بعد ولكنها قريبة.