Feb 22, 2008

إنتقام فردي على الدنمارك


في الفترة الأخيرة عادت صحف الدنمارك تعيد نشر تلك الرسوم المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام, ومع هذه التصعيدات فقد ثارت الغريزة بالردود والتنديد عند كل مسلم, وبطبيعة الحال فإن الردود تختلف من سلمية لغير سلمية. كان خياري نابعا من دعوة قد قرأتها في إحدى المنتديات التي أرتادها وهو منتدى الجزيرة توك, بأن نقوم برسوم تعبر عن الردود التي نريد أن نوصلها للدنمارك كتعبير عن إستيائنا وإحتجاجنا على الرسوم الكاركاتورية المسيئة للرسول الكريم.

قمت بتشغيل برنامج الرسم المعروف, الفوتوشوب, وبحثت في الإنترنت عن صور أبدا بالعمل عليها حيث كانت فكرة الدعوة في الجزيرة توك غير مناسبة نوعا ما, فقد كان محتواها أن نرسم خنزيرا يعلم حميرا في كنيسة, فقمت بالتفكير في شيء جديد. فوضعت صورة البابا بندكيت على رأس أفعى ووضعت له أسنان مصاص الدماء, كما وقد وضعت رأسه على رأس كلب, وقمت بوضع رأسه تحت نعل أسود, وكتبت عليه: لشسع النعل.

ثارت بعض الردود وإعتبروها دعوة لا تمت للإسلام بصلة, كان تبريري ان الأمر لم يعد تحديا للمسلمين في دينهم, بل هي مس في كرامة المسلمين ومن حقي الرد بأي شكل أريد وبأي طريقة أريد. فقمت بالتخفيف قليلا من حدة إستخدام ما يسمونه "الرموز الدينية" فرسمت علم الدنمارك في نار مشتعلة, وقمت بصنع صورة بها حصان عربي أصيل يدوس علم الدنمارك وينظر الى السماء الزرقاء رافعا رأسه, وقمت بوضع صورة للقرآن الكريم في السماء, وقد أعجب بها من كان يعارض الصور السابقة.

كانت الردود المتباينة والغير مشجعة تلقى ردودا من أشخاصا كثيرون غيورين على دينهم, وقد إرتحت للردود التي دافعت عن رسوماتي كثيرا, لكني وبالرغم من ذلك أجد أن التعبير بعدم إستخدام "الرموز الدينية" أمرا أكثر تأثيرا ونجاعة لأنها حرب نفسية, مما ينبغي علينا أن نرد بصورة حضارية ومعبرة بعيدا عن الشتائم, أظن أن علينا التعبير أكثر من منطلق "موتوا بغيضكم", أرى أنها طريقة أنجع وأفضل من رسم الصليب في المرحاض مع ان تفسير الصليب يعني الإشراك بعينه, لكننا في الردود على الرسومات الدنماركية لا ينبغي أن نرد من منطلق ديني بل من منطلق سياسي وعلينا ان نتذكر اننا لسنا في صراع ديني بل هي حرب نفسية.

Feb 17, 2008

عشرة سنوات على وندوز 98


قبل أكثر من عشر سنوات في عام 1997 دشنت شركة مايكروسوفت نظام التشغيل الخارق وندوز 98, وكانت قد توعدت بأن يكون ذلك النظام خطوة كبيرة في عالم التكنولوجيا المحوسبة, لسرعة إستخدامه ولسلاسته ولمواصفاته العالية التي تفوق أي نظام تشغيل آنذاك. وقد صدقت مايكروسوفت في تلك الأقوال.

في عام 1998 كنت قد حصلت على نسخة من هذا النظام, حيث إستخدمته مدة طويلة ما يقارب الأربع سنوات واكثر. وندوز 98 من أكثر الأنظمة التي إعتمد عليها وإرتحت في إستخدامها, لقد أبدعت مايكروسوفت في تصميمها وتطويرها حتى أني وجدت فيه نظاما أفضل من نظام "XP" قبل أن تدشن النسخة الثانية منه.

قبل أيام أعادني هذا النظام عشر سنوات الى الوراء, تذكرت فيه أصواته التي أحبها, وخلفياته القديمة, وطريقة عرضه للصورة, وشكله عندما أشغل الحاسوب. فقد قمت بتركيبه على ذاكرة أستعملها لتنصيب أنظمة التشغيل, حقا لقد أعادني الى الماضي الى عام 1998, عشر سنوات وما زلت أثق بهذا النظام أكثر من أي نظام تشغيل عرفته.

Feb 10, 2008

محادثة طويلة في خطوط الهاتف


قبل أيام سمعت صوت الهاتف يرن, عندما أجبت كان يتحدث على الطرف الآخر عامل من شركة الهاتف, أخبرني أنه قد قام بإصلاح خط الهاتف, حيث أني لست الوحيد الذي إشتكى من خط الهاتف بل إن هناك أكثر من ستة عشر بلاغا قد وصلوا الى الشركة يشتكي من خطوط الهاتف المنقطعة والمشوشة. كان طلبي في الأصل أن يستبدل الكابل (الأسلاك), الواصل بين جهاز الهاتف وبين العمود الرئيسي القريب من البيت, لأن الكابل معرض للشمس والمطر وقد قطع عدة مرات وقمت أنا بربطه, لكن من كان معي على الطرف الآخر أخذ يتحدث لي عن مشاكله المتعلقة بالقرية وبشركة الهاتف.

كانت محادثة طويلة إستمرت لما يقارب العشرة دقائق. حدثني عن قانون قد أخذته الشركة على نفسها بأنها لن تبدل أسلاك خطوط الهاتف ما لم تتأكد ان هنالك بنية تحتية مناسبة أي أن يكون هناك تحضير تحت الأرض لمد الأسلاك, فالشركة بعد ذلك القانون لا تغير أسلاكا ما لم يكن هنالك تحضير تحت الأرض.

المشكلة أن العامل يعرف قريتي حق المعرفة, وقد اخبرني عن عائلات بأعينهن وعن بيوت أعرفها وأنه يعاني مشكلة بالنسبة لتلك البيوت حيث أنه ضرب لي مثلا ببيت يخجل من الدخول إليه لكي يصلح خطوط الهاتف لكنه مضطر لذلك حيث أن عامود الهاتف يقع في "صالون" البيت. وقد حدثني عن بيوت اخرى غيره.

الأمر ليس مستغربا في وسط عربي, هكذا كان قد لخص لي فكرته حول الوسط العربي الذي يبني فيه الإبن فوق بيت أبيه, وقد كان يتمنى ان يكون الوضع مشابه بالنسبة لأبيه فيبني له فوق بيته بيتا, بل وقال لي أن كل شاب في "إسرائيل" يتمنى الشيء ذاته. أغلقت السماعة دون أن أخرج بشيء مفيد. فصعدت الى سطح البيت أصلحت الأسلاك هذه المرة بيدي. حقا صدق ذلك المثل الذي يقول: لا يحك جلدك مثل ضفرك.