Feb 10, 2008

محادثة طويلة في خطوط الهاتف


قبل أيام سمعت صوت الهاتف يرن, عندما أجبت كان يتحدث على الطرف الآخر عامل من شركة الهاتف, أخبرني أنه قد قام بإصلاح خط الهاتف, حيث أني لست الوحيد الذي إشتكى من خط الهاتف بل إن هناك أكثر من ستة عشر بلاغا قد وصلوا الى الشركة يشتكي من خطوط الهاتف المنقطعة والمشوشة. كان طلبي في الأصل أن يستبدل الكابل (الأسلاك), الواصل بين جهاز الهاتف وبين العمود الرئيسي القريب من البيت, لأن الكابل معرض للشمس والمطر وقد قطع عدة مرات وقمت أنا بربطه, لكن من كان معي على الطرف الآخر أخذ يتحدث لي عن مشاكله المتعلقة بالقرية وبشركة الهاتف.

كانت محادثة طويلة إستمرت لما يقارب العشرة دقائق. حدثني عن قانون قد أخذته الشركة على نفسها بأنها لن تبدل أسلاك خطوط الهاتف ما لم تتأكد ان هنالك بنية تحتية مناسبة أي أن يكون هناك تحضير تحت الأرض لمد الأسلاك, فالشركة بعد ذلك القانون لا تغير أسلاكا ما لم يكن هنالك تحضير تحت الأرض.

المشكلة أن العامل يعرف قريتي حق المعرفة, وقد اخبرني عن عائلات بأعينهن وعن بيوت أعرفها وأنه يعاني مشكلة بالنسبة لتلك البيوت حيث أنه ضرب لي مثلا ببيت يخجل من الدخول إليه لكي يصلح خطوط الهاتف لكنه مضطر لذلك حيث أن عامود الهاتف يقع في "صالون" البيت. وقد حدثني عن بيوت اخرى غيره.

الأمر ليس مستغربا في وسط عربي, هكذا كان قد لخص لي فكرته حول الوسط العربي الذي يبني فيه الإبن فوق بيت أبيه, وقد كان يتمنى ان يكون الوضع مشابه بالنسبة لأبيه فيبني له فوق بيته بيتا, بل وقال لي أن كل شاب في "إسرائيل" يتمنى الشيء ذاته. أغلقت السماعة دون أن أخرج بشيء مفيد. فصعدت الى سطح البيت أصلحت الأسلاك هذه المرة بيدي. حقا صدق ذلك المثل الذي يقول: لا يحك جلدك مثل ضفرك.

No comments: