Mar 28, 2008

تساؤلات حول عرب الداخل


كثيرا ما واجهت صعوبة في شرح معنى كلمة "عرب الداخل" أو "عرب ال48", أو حتى "عرب اسرائيل". والحقيقة أني إستأت كثيرا جدا في بعض المنتديات عندما كنت أرى معلومات خاطئة وأسئلة خاطئة ودنيئة من أشخاص لا يعرفون معنى عرب الداخل. ذات يوم أبعدت من منتدى بسبب شتمي لأحد الأعضاء فيه, حيث أنه طرح سؤالا سخيفا يدل على سخافته وتخلفه. ذاك السؤال يدور حول عقيدة عرب ال48 بأنهم يهود أم ليسوا يهودا. وعندما وضعت ردي لسؤاله, تم ابعادي بحجة الشتم والتجريح, وأنا لا أنكر أني "مسحت" أرضية المنتدى بذلك الشخص, فالحقيقة أني إستشط غضبا.

هذه المرة سأحاول التطرق لنقاط كثيرة كي أضع – ولو بصورة بسيطة – النقاط على الحروف. عرب الداخل هم أهل فلسطين الذين لم يولوا الأدبار في عام 1948 ولذلك سموا أيضا بعرب الـ48, معظمهم مسلمون والبقية منقسمة بين مسيحيين ودروز. عرب الداخل, هو مصطلح يدل على المواطنين في داخل الخط الأخضر.

الهوية, تلك البطاقة الزرقاء والتي يعايرنا بها الإخوة العرب, هي عبارة عن بطاقة "إقامة" للعرب تحت حكم اسرائيلي رغم أنف الحكم الاسرائيلي, وبالتالي فان هذه البطاقة الزرقاء لا تعتبر سوى بطاقة لتنظيم اوراق المعاملات والتسجيل للجامعات والتسجيل في البنوك, كما انها مفيدة في الصيف لإستخدامها كمروحة ورقية.

التجنيد في اسرائيلي اجباري لكل يهودي, ودرزي عدا الحالات التي تستدعي الاعفاء. وبالتالي فهي ليست اجبارية للعرب المسلمين والمسيحيين, اي ان كل عربي يخدم في الجيش الاسرائيلي فان خدمته تطوعية بحتة ولا تمت للخدمة الاجبارية بشيء. بالنسبة للاعفاء من الخدمة فهنالك طرق عدة يتبعها الكثير من الشباب اليهودي للهروب من الخدمة العسكرية, منها الكسور في العظام كالأرجل والأيادي, وهي طريقة ناجعة لمن أراد الهروب من الخدمة العسكرية. لكن الهروب له سيئاته, فالهاربون من اليهود لا يأخذوب حقوقهم كما هي الحقوق التي يحصل عليها المجندون. وبالنسبة للعرب فإنهم لا يحصلون على الامتيازات التي يحصل عليها المجندون.

الحقوق والمساواة, هي مصطلحات أكثر منها واقعا. لكنها على كل حال, مطاطية حسب الظروف والأحداث المحيطة بالمجتمع الاسرائيلي ككل. فالعنصرية التي نشعر بها كعرب مثلا أصبحت عادة روتينية في كل أنحاء الحياة, في التعليم في العمل, وحتى في حرية التعبير عن الرأي.

حرية الدين والاعتقادات مفتوحة أمام الجميع, لكنها تقف عن ضوء أحمر يسمى "الأمن الوطني" لدولة اسرائيل, فان شعرت الحكومة بأي نوع من التطاول على أمن المواطنين فانها تقمع هذا التطاول دون الرجوع لأحد وتضرب بعرض الحائط كل القيم والأعراف. حرية الدين مضمونة للجميع وباستطاع اي خطيب ان يدلي بخطبته في اي موضوع يريد لكن دون التعرض لأمن الدولة العبرية. ودون التحريض على اشخاص او جهات ايا كانت, فكثيرا ما سمعنا عن استجواب خطباء من قبل المخابرات.

الحياة هنا مضطربة وغريبة نوعا ما, لكنها حياة بأي شكل وبأي ثمن, انها كفاح دون سلاح, مجرد التواجد وسط اليهود يعتبر تحد وكفاح, وكيف لا ونحن نتفوق عليهم شيئا فشيئا, في الترابط الأسري, في الاحترام للعقيدة وللدين, في التفوق التعليمي, وفي الاقتصاد أيضا, انه تحد لا ينتهي, انه كفاح بكل ما للكلمة من معنى. نحن الباقون في اراضينا عندما تخلى عنها الاخرون, وأرى العجب العجاب من السفهاء في العالم العربي من الذين يطرحون أسئلة ساذجة. فربما عرفوا الآن من هم عرب الداخل.

Mar 13, 2008

للسرعة حسابات أخرى


لطالما أحببت ألعاب الفيديو, خصوصا تلك التي تحتوي على الإثارة والتشويق, كألعاب الحروب والسلاح والطيران. لكني في المقابل لم أكن أتعلق كثيرا بألعاب السيارات السريعة, وخصوصا أشهر لعبة في ذلك النوع من ألعاب السرعة ألا وهي لعبة "Need For Speed" بكل إصداراتها, ذلك أنها لعبة سباق وحسب.

الأمر إختلف معي مؤخرا حيث حصلت على تلك اللعبة من أحد الأقرباء وقد جربتها على الحاسوب المحمول, والحقيقة أني غيرت رأي كثيرا بتلك اللعبة, فهي مثيرة بشكل كبير. كنت سابقا قد أدمنت اللعب على لعبة سارق السيارات الشهيرة, حتى النسخة الأخيرة التي رأيت أنها كبيرة جدا, وهي نسخة "GTA san andreas" حيث قد وضعت بها إمكانيات هائلة وكثيرة, مثل لياقة اللاعب, حيث أنه عندما يشعر بالجوع عليك أن تأكل حتى تشبع, وأن تتناوب للذهاب والتدرب في قاعات الرياضة.

عندما لعبت في لعبة السباقات السريعة, والتي أترجم إسمها الى "متعطش للسرعة", كانت هذه المرة مختلفة, حيث اني بامكاني تغيير لون السيارة, واضافة ديكورات واضافات كتيرة, وكل له سعره, حيث اني اجني الأموال من السباقات التي اربح بها. كما ان هنالك عروضا من صحف ومجلات تطلب تصوير سيارتي ويدفعون لي على تلك الصور اموالا كثيرة, حتى ان رجال الاعمال والشركات تتنافس لكي تحصل على تمثيلي وحمل اعلاناتهم على سيارتي.

انها حقا لعبة رائعة, لعبة مثيرة مشوقة, لعبة سرعة الى أقصى الحدود. وليست مجرد سباقات وحسب, بل هي بناء إسم في عالم السباقات السريعة, والمتعة في القيادة.

Mar 6, 2008

الكسل جعل مني صطيف

صطيف


لعل الكثيرون يعرفون من هو "سطيف", تلك الشخصية التي لعبت دورا مميزا في مسلسل باب الحارة. على الرغم من عدم متابعتي للمسلسل على الإطلاق, فقد عرفت شكل "صطيف" وذلك لكثرة المرات التي سمعت فيها أولادا صغار ينادوني بهذا الإسم. في البداية ظننت أن هذا الإسم ينطبق علي لأني سمين, لكني عرفت أن المدعو صطيف ما هو الا رجل نحيف, لكن الرابط بيننا هو الشعر الطويل الكثيف, والمخيف. حدثت معي عدة مرات أن طلبوا مني وضع يدي على رأسي وقول جملته المشهورة "وحدوا", بصورة مخيفة, وما أن كنت أقوم بذلك حتى ينفجر الجميع من الضحك, وأنا في الحقيقة لم أرى صطيف الحقيقي يفعلها ولو مرة واحدة.

اليوم زرت "حازم", وهو بالمناسبة ليس الا حلاقي المفضل والحلاق المفضل لدى معظم شباب القرية. آخر مرة زرته فيها كانت قبل أكثر من عشر شهور. إرتديت قبعة صوفية وقررت بشكل نهائي أن أنهي شخصية صطيف من مظهري, فلجأت الى حازم الذي جعلني أبدو شخصا آخر, حيث أصبح رأسي يلمع عندما يرى الضوء.

عندما عدت الى البيت, لم يختفي الضحك, فعندما كنت مثل سطيف كانوا يضحكون, وأما الآن فالضحك على الشكل الجديد, لست محمد الذي خرج قبل ساعة. الكسل وعدم الإنتباه الى شعري جعلني أبدو كسطيف فترة طويلة, لكني وضعت حدا لهذا الأمر اليوم.