Dec 23, 2007

الإضرابات في الجامعات


هذه المرة هي أطول فترة إضرابات للتعليم العالي في تاريخ وزارة التربية, والعمود الفقري فيها والعقل المدبر ليس الطلبة وحدهم, بل العنصر الرئيسي والأقوى, هو المحاضرون أنفسهم. هذه الأخبار كلها, كنت أشعر بها في الصيف الماضي حيث قرأت ذات يوم مقالة عن حقوق المحاضرين المهمشة في الجامعات, وعرفت أن شيئا سيتحرك قريبا وأن الأمور ستصبح في الحضيض, وها هي حقا باتت في الحضيض, وفي القرن الواحد والعشرين.

قام المحاضرون بعمل هذه الخطوة, ليحصلوا على حقوق يدعون بأنها مسلوبة منهم, وهي بالإجمال زيادة في المعاشات, ورفع للأجور والمكافآت وغيرها من الأمور المادية التي تكون لائحة طويلة من المطالب في كل إضراب يكون لكن هذه المرة الأمر مختلف. فالإضراب لم يقتصر على الجامعات والمحاضرين, بل أيضا على طلاب المدارس, وهم الفئة التي ستخسر كثيرا هذا العام. المدارس كما نعلم مكونة من صفوف, وكل صف من الناحية التعليمية, مبني على الصف الذي سبقه, فتخيلوا ذلك البنيان التعليمي وتلك الفجوة التي ستؤثر بشكل كبير على العام المقبل للطلاب.

الطلاب في الجامعات سيلاقون الصعوبات الكثيرة, خصوصا عند عودتهم للتعليم, حيث سيحصرون في وقت قياسي ويضغطون في التعليم بشكل كبير. إنها جشع الحكومة في توفير الأموال لوزارة الدفاع, وللمستوطنات, انه الثمن الذي ندفعه كلنا, انه سهر الطلاب وتعب المحاضرين, وكفاح من لا يعلم من أين سيجمع أجر التعليم. إنها فوضى السياسة العمياء, إنها ليست مجرد إضرابات, بل هي أشبه بإضطرابات, وسياسة حمقاء تبني غرفة في مستوطنة وتهدم صفا من طلاب بلا معلمين.

Dec 14, 2007

طبيبة ساذجة



قبل عدة أيام آلمتني عيوني إثر تراكم الغبار سواءا من العمل, أو حتى من تراكم الساعات التي أقضيها امام شاشة الحاسوب, غارقا في الإبحار عبر الشبكة العنكبوتية التي باتت جزءا من حياتي, فتسع أعوام مضت منذ أصبحت متصلا بالإنترنت, تسع أعوام كفيلة بجعل عيوني تؤلمني. ولعل أهم سبب في الألم هو عدم إهتمامي بالذهاب الى الفحوص الروتينية.

جهزت نفسي وذهبت الى عيادة العيون التي كنت فيها آخر مرة قبل اربع أو خمس سنوات على الأقل. كنت أعرف طبيبا محترفا في مهنته, كان إسمه "دافيد لانداو", كان طبيبا محترفا ويعطي وظيفته إهتمامه الكلي, كان يعمل في هذه العيادة ساعات ما بعد الظهر حيث كان يعمل صباحا في مستشفى "هداسا" قسم العيون. وبما أني ذهبت هناك في ساعات الصباح فكان علي أن أتعالج عند طبيب آخر, حيث كان من حظي أني تعالجت عند طبيبة نسيت إسمها, لكن أذكر انها ساذجة.

عندما دخلت إليها, شرحت لها ما الذي دفعني لأكون في تلك اللحظة عندها. بدأت بعمل الخطوات التي أكرهها, قامت بتقطيري مئة نوع من القطرات, وبتسليط ذلك الضوء المزعج من آلة العيون الكهربائية لترى عن قرب, وعيوني تدمع وكأني أشاهد قصة البؤساء. بعد ذلك أخرجتني لمدة عشرين دقيقة حتى يأخذ الدواء مفعوله, وذلك لكي يتسع بؤبؤ العين لترى بوضوح أكثر.

عدت بعد ألم وإنتظار, وقامت بالفحوصات كلها, وبعد أن أخذت ورقة الدواء إشتريته من الصيدلية طبعا بعد إنتظار ساعة كاملة. الخلاصة أني أمضيت أربع ساعات لهذا "الفحص", ولكن المشكلة هي عودتي بعد أسبوع. فقد كنت هناك منذ الصباح الباكر ورغم ذلك تأخرت كما في المرة السابقة, المهم أنها أعطتني قطرة عادية لجفاف العيون, فبعد أسبوع من إستعمال قطرة معينة لا ينصح بإستخدامها سوى أسبوع على أكبر تقدير, إتضح أن عيوني بحاجة الى تقطير لمحاربة الجفاف. بعد ذلك اليوم لم أستعمل القطرة, ربما لأني لا أثق بخبرة أحد سوا الدكتور "لانداو", وربما لأني لم أجد سببا قويا بأني بحاجة الى محاربة الجفاف في عيوني, وخصوصا أن الصيدلي أخبرني بأن القطرة عادية جدا, ويستخدمها العامة دون الرجوع للطبيب. ربما علي العودة الى الدكتور الذي أثق به., حيث شجعتني على التوجه إليه ذات يوم لكنني رغم كل هذه القصة تأكدت من شيء واحد وهو أنها بكل بساطة طبيبة ساذجة.

Dec 5, 2007

ترويض الحاسوب



حاسوبي أصبح يصدر أصواتا وكأنه شاحنة من النوع الكبير, وأصبح يزعجني في الليل فهو لا ينطفئ أبدا, سوى مرة أو مرتان في الشهر, لأني بإستمرار أنزل برامج كثيرة, وأحتاج للحاسوب العادي في الليل لأنزل البرامج لأني عندما أنام أكون بعيدا عنه فيقوم هو بتنزيل كل ما على لائحة البرامج دون تدخل مني.

مؤخرا أصبح يصدر أصواتا عاليه, ولم أعرف في البداية ما الأمر الى أن إكتشفت أن مروحة المعالج هي السبب في ذلك لأنها باتت قديمة, فعامان ونصف تدور دون توقف. إشتريت واحد جديدة وقمت برفع سرعة الذاكرة, لكن خطرت لي فكرة وهي أن أروض الحاسوب نهائيا, ففكرت بطريقة وقد نجحت بالفعل.

قمت بتفكيكه نهائيا, وركبت أجزائه الداخلية خارج الصندوق لكي لا أتعطل عن شيء. وقمت بالعمل على الصندوق الذي فككته قطعا قطعا, حيث أحضرت ورقا مقوى وصمغ وقطع قماش, قمت بلصق الورق على الصندوق من الداخل, وعلى الورق المقوى قمت بلصق القماش حيث يمتص القماش الصوت الصادر عن المراوح. قمت بعمل هذه الخطة على كل الصندوق من الداخل إلا من الخلف حيث أتحت المجال للهواء بالدخول والخروج. نجحت الخطة ولم أعد أسمع للحاسوب صوتا بعد ترويضه.