قبل عدة أيام آلمتني عيوني إثر تراكم الغبار سواءا من العمل, أو حتى من تراكم الساعات التي أقضيها امام شاشة الحاسوب, غارقا في الإبحار عبر الشبكة العنكبوتية التي باتت جزءا من حياتي, فتسع أعوام مضت منذ أصبحت متصلا بالإنترنت, تسع أعوام كفيلة بجعل عيوني تؤلمني. ولعل أهم سبب في الألم هو عدم إهتمامي بالذهاب الى الفحوص الروتينية.
جهزت نفسي وذهبت الى عيادة العيون التي كنت فيها آخر مرة قبل اربع أو خمس سنوات على الأقل. كنت أعرف طبيبا محترفا في مهنته, كان إسمه "دافيد لانداو", كان طبيبا محترفا ويعطي وظيفته إهتمامه الكلي, كان يعمل في هذه العيادة ساعات ما بعد الظهر حيث كان يعمل صباحا في مستشفى "هداسا" قسم العيون. وبما أني ذهبت هناك في ساعات الصباح فكان علي أن أتعالج عند طبيب آخر, حيث كان من حظي أني تعالجت عند طبيبة نسيت إسمها, لكن أذكر انها ساذجة.
عندما دخلت إليها, شرحت لها ما الذي دفعني لأكون في تلك اللحظة عندها. بدأت بعمل الخطوات التي أكرهها, قامت بتقطيري مئة نوع من القطرات, وبتسليط ذلك الضوء المزعج من آلة العيون الكهربائية لترى عن قرب, وعيوني تدمع وكأني أشاهد قصة البؤساء. بعد ذلك أخرجتني لمدة عشرين دقيقة حتى يأخذ الدواء مفعوله, وذلك لكي يتسع بؤبؤ العين لترى بوضوح أكثر.
عدت بعد ألم وإنتظار, وقامت بالفحوصات كلها, وبعد أن أخذت ورقة الدواء إشتريته من الصيدلية طبعا بعد إنتظار ساعة كاملة. الخلاصة أني أمضيت أربع ساعات لهذا "الفحص", ولكن المشكلة هي عودتي بعد أسبوع. فقد كنت هناك منذ الصباح الباكر ورغم ذلك تأخرت كما في المرة السابقة, المهم أنها أعطتني قطرة عادية لجفاف العيون, فبعد أسبوع من إستعمال قطرة معينة لا ينصح بإستخدامها سوى أسبوع على أكبر تقدير, إتضح أن عيوني بحاجة الى تقطير لمحاربة الجفاف. بعد ذلك اليوم لم أستعمل القطرة, ربما لأني لا أثق بخبرة أحد سوا الدكتور "لانداو", وربما لأني لم أجد سببا قويا بأني بحاجة الى محاربة الجفاف في عيوني, وخصوصا أن الصيدلي أخبرني بأن القطرة عادية جدا, ويستخدمها العامة دون الرجوع للطبيب. ربما علي العودة الى الدكتور الذي أثق به., حيث شجعتني على التوجه إليه ذات يوم لكنني رغم كل هذه القصة تأكدت من شيء واحد وهو أنها بكل بساطة طبيبة ساذجة.
No comments:
Post a Comment