كم اكره هذا اليوم. كم هو قذر وحقير ودنيء, حقا انه حقير, ليس يوم تخرج كما كان يجب ان يكون بالمعنى الحرفي للكلمة بل كان مجرد توثيق لان ايام المدرسة قد انتهت بالفعل. انه يوم من احقر الايام التي مرت علي, بل انه الاحقر. لم اكن اتوقع يوما ان اصف يوما بهذه الاوصاف, لكن الضرورة اقتضت ان اطلق عليه هذه الاوصاف التي تشرح نظرتي ليوم التخرج من المدرسة.
قبل هذا اليوم بأشهر فكرت كثيرا بهذا اليوم, لعل افضل حل لتفادي الشعور به هو عدم حضوره كما فعل بعض الطلاب وهم قليلون لكنهم فكروا بطريقة صحيحة. وعلى الرغم من ذلك حضرت حفلة التخرج وفعلت كما طلب منا ان نفعل, ان نسطف وننزل الدرج وان نجلس على طرفي القاعة. كنت اتمنى ان يسير الوقت بسرعة, وهكذا كان حقا, فلم اشعر بالوقت يمضي حتى رايت نفسي اجلس في حافلة تأخذنا الى مطعم لكي نكمل هنالك حفلة التخرج.
الحقارة والقرف والبذاءة لم تكن مجرد مواصفات لهذا اليوم على اعتبار انه يوم فراق بين الاصداق ونهاية لايام المدرسة فحسب, بل ان هذه الاوصاف اطلقها على هذا اليوم كونه يوما منافقا ايضا. فقد حضر الحفل بعض الرعاع والمشردين ممن لم يجلسوا على كرسي الدراسة يوما واحدا, بل وبدوا وكانهم من الحاصليين على اعلى العلامات والتحصيل العلمي, ولبسوا الزي الموحد بل واستلموا شهاداتهم وقد التقطوا صورا مع المدير.
لاحقا بعد انقضاء اشهر سمعنا بجريمة فعلها احدهم, وسرقة قام بها اخر, وحقير اخر قام بأفعال مخلة بالاداب. المصيبة اني كلما شاهدت الحفلة على التلفاز ارى تلك الوجوه وارى التخلف بذروته عندما ارى اؤلائك الحثالة, فأسب يوم التخرج وحفلة التخرج ولحظة التخرج فما أحقر ذاك اليوم وما أحقر ما رأيت فيه.
No comments:
Post a Comment