ذات يوم وفي قمة الإنشغال بحثا عن شيء آكله, أسمع صوت الباب يطرق. عندما عدت الى المطبخ, أعدت كل شيء كنت أنوي أكله, لأني ببساطة حصلت على هدية جائتني من حيث لا أحتسب.
إبن عمي, يشعر بالجوع ويريد أن يسد هذا الجوع بلفة من شاورما الحج كحيل في يافا. وقد وعدته أني خلال ساعة أو أقل سأكون جاهزا, وبالفعل إنطلقنا بعد الإتفاق بنص ساعة تقريبا. أخذت معي الحاسوب المحمول, حيث كنت أنهي عليه عملا ما, خلال الطريق قمت بتصوير أشياء كثيرة لكني مسحتها بالخطأ.
عندما وصلنا, قمنا بطلب وجبة لكل واحد, الأمر الذي شد إنتباهي هناك, هو ذلك الشخص الذي يضع في اللفة ما يطلب الزبون, حيث اني أعجبت بسرعة لفة للفة, وبسرعة وضعها وتجهيزها, وهي تحرق الأصابع لكثرة حرارة اللحمة والطعم المميز لدى الحج كحيل.
عندما فحصت الورقة التي أعطاني إياها الشخص الذي ندفع له مسبقا, رأيت أنه قد خصم لي شاقلا ونصف, حيث أني إشتريت لفة أرخص من الذي يدفع نقدي. عندما دققت النظر وجدت أن هذا التخفيض يحصل عليه كل من يحمل بطاقة إئتمان للطلاب الجامعيين, ولعل التعليم سينفعني في شيء فهذا أهم شيء.
هناك أمر حصل, ولو أنه مخز بعض الشيء إلا أني أريد التحدث عنه. عندما دخلت الى المطعم, ذهب إبن عمي وإشترى قنينة كولا من الحجم العائلي كي لا نضطر لشراء كولا من الحجم الصغير والتي ثمنها غال ولا تفي بالغرض. وعندما إنتهينا دخلنا الحمام لنغسل يدينا, وعند عودتنا لم نجد القنينة التي كان نصفها مليء, واذا بي أرى عمال المطعم ينظفونها ويمسحونها ويلمعونها, ويدخلونها الى المطبخ الداخلي, وعندما قلنا لأحدهم أن هذه القنينة لنا, نظر الينا وضحك, فقلنا له: خلاص خذها صحتين.
لا أعرف لماذا حدث هذا الفصل "المخزي", هل لأن العمال لا يحق لهم شرب الكولا من المطعم, أن عاملا شاذا عن القاعدة قام بفعلته, مع أن باقي العمال ساندوه, أم أنه رأى أني "شبعت", ولم يعد يحق لي شربها؟!. عندما حدثت آخرين عن الحادثة, قالوا لي على الفور أن أصحاب المطاعم كلهم هكذا, حيث أنهم لا يسمحون للعمال بشرب المشروبات الغازية من المطعم نفسه. لكني ورغم هذا خرجت سعيدا من هناك لأن "اللفة", أنستي كل شيء.
3 comments:
نصيحة مني يا محد صلاح رايح رياح كان طبشتوها لرام الله عندهن الشاويرما اشلب احسن وارخص
يا خوي محمد العرب .. افضل شئ في ظروف متل هاي انك تتصل في صاحب المحل وتبلغه حتى لا يتكرر هذا الشئ .. السكوت عن هذا الحدث راح يخليه يتكرر ولكن اذا حكيت لصاحب المحل اللي بهمه سمعة المحل راح يمنع تكرار متل هالأعمال الغير مسؤولة
أنا عملت فى هذا المطعم سنة 1995 واذكر من الاخوة العمال جمال ابو الليل من الناصرة وابو الهيثم وماهر وخميس واذذكر المعلم الفاضل الأستاذ نعيم أنا أعرفهم جيدا وعذرا لمن لااستطع ان اذكر اسمه القائمة طويلة عموما لكم كل الخير وإلى الأمام وعاشت يافا بقلبها الفلسطينى النابض انا من غزة
Post a Comment