من كان يظن أن المحمول هو جهاز إرسال واستقبال للمكالمات فقط؟. بل هو جهاز ترفيه شامل متكامل أصبح يوازي في خدماته, خدمات الحاسوب المحمول او حاسوب كف اليد. لكن تبعات هذا الترفيه ثقيلة نوعا ما, فالتكاليف كثيرة ولا تنحصر في استقبال المكالمات واجراء المكالمات فحسب, بل انها تتخطى حاجز الدفع مقابل تحميل الرنات المختلفة, والأغاني وتنزيل الألعاب والموسيقى والصور وارسال الرسائل القصيرة والطويلة ومقاطع الفيديو الخ. لكن هذا لم يحدث معي, وما حدث معي هو اني كنت ضمن الطلاب الذين يتمتعون بعلاقة وطيدة بين المحمول والكعكة الضريبية.
في ايام الدراسة ايام السنة التحضيرية في الجامعة, كانت تنتشر بين الطلاب ظاهرة غريبة عجيبة تنبع من استخدام المحمول والاستفادة من المحمول بأكبر شكل ممكن, الغريب اني اتبعت هذه الظاهرة واصبحت امهد الطريق لها لتنتشر وتتوسع في كل مكان اقصده. لكنها ومع كل الجهود, بقيت ضمن جدران المبنى ذاته. بدأت الظاهرة مع اول شهر من السنة التحضيرية حيث ومن غير سابق انذار, رأيت المعلمة تدخل الى الصف وفي يدها صندوق ابيض اللون, كنت متشوقا لمعرفة ما في ذلك الصندوق, لكني لم اكن فضوليا جدا, حيث اني انتظرت ساعة ونصف الساعة حتى انقضت الحصة واذا بالمعلمة تفتح الصندوق وتخرج كعكة كبيرة شهية, تطلب من الطلاب تناولها.
لم اتردد للحظة واحدة, تقدمت واخذت قطعة كعك كما فعل الاخرون لكني كنت اجهل سبب هذه الكعكة من اساسه, فتوجهت الى احد الطلاب وسألته عن سر هذه الكعكة, فقال ان هاتف المعلمة قد رن في الحصة السابقة, وكتعويض عن هذه الحادثة جاءت المعلمة بهذه الكعكة. ومنذ ذلك اليوم, وهذه الظاهرة تزداد حدة, فتبعت الكعكة قنينة من الكولا, واصبحت تنطبق على أي شخص يرن هاتفه المحمول, سواء كان طالبا او معلما. اما انا فكنت حذرا جدا من المحمول, ولحسن الحظ اني اكلت الكثير من الكعك من شتى الانواع دون ان اقع في فخ المحمول وضريبة الكعك.
No comments:
Post a Comment