كل عام, يمر العالم بمحطات عديدة مختلفة, سياسية منها واحتماعية, متوافقة ومتناقضة في بعضها. من المحطات التي يمر بها العالم ايضا, لحظات الأعياد المشتركة, او كما احب ان اسميها, "الأيام المعولمة". هذه الايام هي عبارة عن اعياد ومناسبات مختلفة جاءت على يد افراد وتناقلتها الأمم والأجيال منذ سنوات دون البحث الكافي وراء هذه الظاهرة. في هذه الأيام المعولمة اخذ العالم العربي يحتفل بيوم الأم ويوم المرأة ويوم الحب, او كما يسميه البعض, عيد الحب, الفالنتاين.
فالنتاين هو شخص لم اعرفه الا في يوم الرابع عشر من شباط من كل عام. سمعت انه شخص محبوب لدى اقاربه وعائلته واصدقائه وعند موته, ارادوا تخليد ذكراه, فجعلوا يوم مماته ذكرى لحبهم له. سمعت رواية اخرى وهي انه كان قسا قد اعدم لانه زنى بابنة ملك ما لا اعرف من هو. ذات مرة رايت مطوية – أي كتيب صغير – يتحدث فيها شيخ عن حكم الاحتفال بهذا اليوم وانها حرام وبدع والخ. سمعت ان فالنتاين اعدم لانه اختلف مع احد الملوك في اوامر ما, هذه الاوامر كانت ضد نشر الدين اليهودي, وفالنتاين خالفها لذلك اعدم. قصص كثيرة سمعتها عن فالنتاين ولكني لا ايه لهذا الرجل فما فعله ليس الا عالة على العالم.
في هذا اليوم, تتسابق الفتيات لشراء الملابس الحمراء, وتكثر نشاطات الكبريهات والخمارات والساحات العامة في شتى انحاء العالم, تضاء الأنوار الحمراء ويجتمع العشاق حتى صبيحة اليوم التالي. في الجامعة ومع الضغط الدراسي الذي لا يوصف بالكلمات, قلما نجد مثل هذه الأجواء, فأحسد الشباب العرب في الدول العربية عندما اراهم عبر الفضائيات, منهمكين في الاحتفال بهذا اليوم. الحسد هنا ليس بسبب فالنتاين, وانما الوقت. كيف استطاع طلاب الجامعات في الدول العربية, ايجاد الوقت للاحتفال بهذا اليوم والضغط الدراسي لا يرحم احدا.
لكني اطئن لسببين, الأول هو ان هؤلاء الشباب والشابات وجدوا ما يفرحون به اخيرا, وانا كجزئ من العالم العربي افرح لفرحهم. اما السبب الثاني فهو عندما نظرت الى قائمة افضل الجامعات في العالم وجدت ان الجامعة العبرية تحتل المركز الستون وباقي جامعات اسرائيل تقبع ضمن افضل مئة جامعة على مستوى العالم, وعلى غرار ذلك فاني لم اجد سوى جامعى عربية واحدة في قائمة افضل خمسنائة جامعة وهي جامعة القاهرة والتي تاتي في المرتبة الاربعمائة وشيئ من هذا القبيل.
هذا اليوم استطاع ان يدخل الى الجامعة العبرية رغم الضغط الدراسي والوضع السياسي الصعب, وعلى الرغم من دخوله, لم يكن مؤثرا اطلاقا. حيث ان جل ما في الامر, ان لجنة الطلبة قامت بشراء الزهور وتوزيعها على الطلاب. لم احصل على زهرة لفترة طويلة, حيث اني سرعان ما تركتها على كرسي في احدى الكافيتريات. كان لي صديق يدعى ايهاب احتفظ بالزهرة التي حصل عليها واتى بها الى الصف, تركها معي وخرج ليشرب القهوة. حملت الزهرة لأشمها, واذا بالمعلمة تسألني من اين لي بهذه الزهرة الجميلة؟, لم اتردد بالاجابة فجمعت بين الرياء والسياسة, فقلت لها اني حصلت عليها كهدية على حاجز قلندية العسكري. لا أبالغ اذا قلت ان كل القاعة اهتزت لكثرة الضحك على تلك الاجابة.
No comments:
Post a Comment