في الحادي والعشرين لشهر آذار من كل عام, نلتقي بيوم جميل وخلاب, بداية فصل الربيع. والروعة فيه ليست لانه يوم يحتفل فيه العالم بالأم, فأنا ضد هذه الامور التي نتناقلها عن الغرب, وانما أحبه لآنه أول يوم بالربيع. فالشتاء مصدر الازعاج ببرده القارس ورعده المزعج, والصيف مصدر الازعاج بحرارته الملتهبة ورطوبته المضايقة وهوائه الساخن ونهاره الطويل. اما الخريف فلا وصف عندي له سوى انه مذبذب بين هذا وذاك. من هذا المنطلق فاني احب الربيع الذي يتسم بالجو اللطيف المتزن والعدل بين النهار والليل والسماء الصافية, وربما يوم الأم.
ذات يوم, وتحديدا بعد يوم الأم قبل ثلاث سنوات, كنت اجلس مع اصدقائي ايام المدرسة. كان الحديث وقتها عن المرحلة القادمة من العام والتحضيرات الصيفية وما الى ذلك من الحديث, حتى وصل الحديث بنا الى يوم الأم. فقال أحد الجالسين, ان امه قالت له قبل ايام ان يوم الأم قد اقترب, فذهب باحثا عن كل السبل المتاحة حتى انى لها بأربعمائة شاقل "من تحت الأرض" حسب قوله. فكرت قليلا وانا اخرج دخان النرجيلة وقلت له, تذكر .. ان يوم الصديق على الأبواب.
No comments:
Post a Comment