Jul 11, 2006

بين زيدان ومونديال الأحزان


جاء كأس العالم هذا العام متناسقا مع التوقيت الذي يرتاح فيه المشاهد, قبل اربعة اعوام كان كاس العالم الذي استضافته كوريا الجنوبية واليابان ماساة توقيتية فكل المباريات كانت تبث في العاشرة صباحا, اما هذه المرة فان التوقيت الألماني منح المشاهد الراحة في المشاهدة, فلم أشعر بضغط كما كان يحصل معي في كاس العالم السابق. والحق يقال ان الألمان ابدعوا في تنظيم هذا المونديال وأبدع منتخب ألمانيا ايضا.

المفاجات لم تتوقف في هذا المونديال, من اكثر المفاجئات التي شدت انتباهي هي صعود منتخب اوكرانيا الى دور الثمن نهائي وهو امر كان بعيدا عن التصور فلم يشهد تاريخ المونديال ان صعد اليه منتخب اوكرانيا بتاتا. لكن هذه المرة كانت مختلفة فقد صعد الى الثمن نهائي وعوض خساراته واثبت جدارته. من المفاجئات الأخرى التي شدت انتباهي هي قدرة زيدان على المواصلة, فقبل ثمان سنوات رايت كيف حصل زيدان على كاس العالم وكنت اظن انه كبير في السن نظرا لصلعته البراقة, قبل اربع سنوات خاب امل الجميع بفرنسا وذلك بعد ان اصيب زيدان في قدمه وتوقف عن اللعب فخسرت فرنسا وخرجت من ثالث مباراة, وقد راهن الكثيرون على ان زيدان سوف يخسر هذه المرة الا انه قد فاجئ الجميع هذه المرة فتراكمت نجاحاته على كل نظراءه حتى المنتخب البرازيلي الذي ظن الجميع انه سيفوز بالكأس, الا ان زيدان حطم امال البرازيليين ومن شجعهم وفاز على البرازيل. عندها خرجت انا واخرون من البيت نجري فرحا لهزيمة البرازيل التي كان الجيران كلهم يشجعونها. وعلى الرغم من اني من حارة يطلقون عليها حارة البرازيل الا اني كنت اشجع المانيا لكن هذا لم يكفي لاقناع اصدقاء لي لأنهم ببساطة ظنوا اني اشجع البرازيل.

استمر المونديال الى ان خسرت المانيا فبات المونديال قد انتهى بخسارتها, لكني تباعت مشاهدة المباريات وعلقت امالي بخسارة ايطاليا على يد فرنسا, فايطاليا كانت هي السبب في خسارة المانيا وكم كنت اريد ان يلتقي منتخبا فرنسا والمانيا, لكن حصل ان التقى في النهائي منتخبا فرنسا وايطاليا, وكانت مباراة طويلة جدا.

قبل ان ينتهي الوقت الاصلي للمباراة حدث أمر ما قد غير خارطة المونديال, شاهد الجميع ذلك المنظر, زيدان يضرب برأسه احد المهاجمين من المنتخب الايطالي. عندما تحقق الحكم من زملاءه الحكام اخرج ورقته الحمراء وطرد زيدان من الملعب, كانت لحظة قاسية, كل التوقعات بالإنتقام من ايطاليا لم تكن سوى لحظات لو انه انتظر لكن شيئا ما قد جعله يرتكب تلك الحماقة, لماذا يا زيدان, الا يكفي خروج ألمانيا؟!. هذه الحادثة أثرت كثيرا على مجريات المباراة وعلى الرغم من ذلك فلم ييأس المنتخب الفرنسي بل استمر في اللعب حتى وصل الى مرحلة الركلات. ان المشهد الذي شد انتباهي انذاك هو مرور زيدان خراجا من الملعب بجانب الكأس المتربع على طاولة بيضاء وهو ينظر الى الامام ولم ينظر الى الكاس.

No comments: