نهاية السنة التحضيرية, او بالاحرى بداية الامتحانات. ميخائيل معلمة التحليل النصي, كانت عنصرية وقاسية. كان اخر يوم تعليم يبدأ في صف ميخائيل, قبل الحصة وجدت نفسي امر بجانب دكان للهاديا, ففكرت في تلك المعلمة والتي ربما ستكون مفتاحا لحل مشكلتي المتعلقة ببحثي الذي اريد ان يكون موسعا لكي احصد علامات اخرى. ولكني استمريت في المشي الى ان وصلت الى الصف, لم تكن حصة عادية بل كانت مجرد حفلة لشرب الكولا وتناول المعجنات.
لم يشغل بالي سوى تلك اللحظة التي اتوجه بها الى ميخائيل طالبا منها ان تكتب لي بضعة سطور تدعمني فيها من اجل اخذها الى المديرة لتمنحني حقي في ن اقدم بحثا موسعا –وعلى الرغم من اني قدمت بحثا موسعا الا انه حسب كبحث عادي- وبالفعل عندما انتهت الحصة توجهت الى ميخائيل طالبا منها ان تكتب لي تلك السطور, فتفاجئت بانها تنكر اني كنت من المثابرين في حصتها. كبت غضبي الذي كاد ان يوقعني في جريمة حمقاء لولا تدخل المنطق في اللحظة الاخيرة, وخرجت من الصف اضغط بأسناني على بعهضا البعض.
في الحصة التي بعدها كنت انا وبعض الطلاب قد توجهنا الى بيت معلمة الانجليزي حيث ارادت ان نقضي الحصة الاخيرة في بيتها, خلال الحديث عن المرحلة القادمة تناولت موضوعي حول عدم اعطائي الحق في تقديم بحث مطول, واستشهد بأني أحضرت الكثير من المراجع باللغة الانجليزية وحينها كانت معلمة الانجليزي قد أدركت سبب احرازي نتيجة جيدة في اخر امتحان. وقتها طلبت منها ذات السطور التي طلبتها من ميخائيل الا ان الفرق هنا ينقسم لنوعان الاول ان تاثير ميخائيل اكبر وذلك لانها المعلمة المسؤولة عن البحث لان البحث ايضا يقدم صورة عن التحليل النصي لكل طالب وقدرته على التعامل مع النصوص العبرية, السبب الثاني ان معلمة الانجليزي "رونا" قبلت طلبي ووقعته بخط يدها وطلبت مني ان ابلغ المديرة للإتصال بها هاتفيا لإبلاغها اني اصبحت مجتهدا.
اخذت ما امكنني من القوة النفسية ودخلت الى المديرة, لكن شيئا لم يتغير. بعد ايام كنت اروي لأحد الزملاء الذين تعلموا معي في صف ميخائيل وهو "ناحيميا" اثيوبي الاصل, حدثته عن قصة حدثت معي وتدل على العنصرية وهي اني ذات يوم توجهت لميخائيل ان تمتحنني مرة اخرى باحدى الامتحانات التي لم اتمكن من الحضور اليها فرفضت وقالت ان سيحسب لي صفرا, كان خلفي "اليكس" وهو غربي المنشأ أشقر وليس عربيا, يعاني ذات المشكلة الا ان رد ميخائيل له كان اخر فقد قالت له بالحرف الواحد انه ليس في حاجة لكي يمتحن من جديد فعلاماتك يا "اليكس" ستحسب وكانك حصلت في الامتحان الذي لم تقدمه مئة.
لم استغرب من "ناحيميا" عندما حللها على الفور وقال لي: يا للعاهرة. بل شعرت براحة نفسية عندما اخذ يحدثني عن عنصريتها اللامتناهية تلك. ميخائيل وان كانت كلمة عاهرة قلة ادب فقد فقدت الكلمة شرفها لإلتصاقها بتلك العاهرة.
No comments:
Post a Comment