Jan 11, 2006

مظلتي والحاجة الحرامية


مدرستي أيام الخوالي


عندما كنت طالبا في المدرسة الثانوية في قريتنا, كانت لدي مظلة مفضلة, حمراء كبيرة - ليست تلك التي في الصورة, فهذه قمت بوضعها على خلفية المدرسة ببرنامج الفوتوشوب - تتسع لثلاثة أشخاص وأكثر. كنت عندما احملها اشعر بالاطمئنان, لاني أضمن أني بعيد عن متناول المطر وعن خطر الابتلال. كانت هذه المظلة تحمل صورة بقرتان, كانت هاتان البقرتان بالأحرى دعاية اعلانية لاحدى شركات الشوكولاتة المحلية الفاخرة. كنت قد اشتريت هذه المظلة من احدى الدكاكين حين اشتريتها بسعر زهيد جدا لا يتجاوز الثلاثة دولارات انذاك, وقد بيعت بهذا السعر الزهيد لأنها قدمت هي ومجموعة كبيرة من المظلات لصاحب الدكان كهدية من الشركة المصنعة للشوكولاتة.

استمرت معي موسما كاملا, وكنت قد تميزت بها باعتباري اني اول شخص قام بشراء مثلها دون بقية أصدقائي. عندما كنت أذهب بها الى الصف كنت أفكر أولا بالمكان النظيف الذي سأضعها فيه. كنت في أيام المطر الغزير, أصطحب معي طلابا يحتمون من المطر, ولطالما كانوا يقومون بأعمال طفولية, كأخذ المظلة والهروب بها وابقائي مكشوفا للمطر وعرضة لاستقبال الزكام المحتوم. ولكنها كانت أياما لا تعوض, ولن تتكرر أبدا.

في يوم من الأيام, اقيمت في المدرسة حفلة بمناسبة انصرام الفصل الاول الدراسي, كانت الحفلة مخصصة لأولياء الأمور, ولكني حينها كنت على رغبة بحضور تلك الحفلة وليتني لم أفعل.

كانت الساعة تشير الى وقت الغروب, وكانت السماء قد بدأت بتحضير نفسها لموجة من الأمطار الغزيرة وانتظرت ساعة الصفر لتبدأ الأمطار بالهطول على كل من هب ودب. كانت الحفلة قد بدأت أو بالأحرى كان الاجتماع قد بدأ, واستمر قرابة الساعة وازداد هطول المطر. كنت قد خرجت من مبنى المدرسة لرؤية المطر عندما وقفت تحت أعمدة المدرسة الكبيرة, وعند عودتي عند المدخل الرئيسي حصلت المصيبة انذاك. في لحظة دخولي رأيت امراة محجبة ما زلت أذكر شكلها, شمطاء, دعبول, قبيحة, سمينة, وأهم شيء أنها لا تمت للدين الاسلامي بصلة بعد الذي قامت به. سمعتها تهمس لأخرى "هناك مظلة" ولم يكن في المنطقة سوى مظلتي أنا, ولكني لم أكن أصدق أن امراة ستقوم بتلك "العملة". عند خروجي مجددا بحثت عن المظلة التي ركنتها على الباب المركزي وأمام نظر الكثيرين مما كانوا في الخارج, فلم أجدها, فسألت من كان هناك, فوصف لي الكثيرون تلك المظلة والغريب أن كلهم أكدوا أن امراة بمواصفات معينة كانت تحملها ومعها امراة اخرى. في الخارج وتحت المطر, رأيت أحد أعمامي في سيارته, فأخبرته بالقصة, وبمواصفات تلك المرأة, فشك في الأمر واشار أنه رأى امرأة تمشي بالشارع بهذه المواصفات تحمل مظلة حمراء. فركبت معه السيارة وذهبنا الى منطقة سكن عائلة تلك المرأة ولكننا لم نجدها. امرأة حاجة معروفة, وقد عرفها عمي من أول لحظة أخبرته بها, ولكني لم أعاود وأسأل, ولكني أتذكر تلك المظلة كلما رأيت الأمطار تهطل, فأسأل الله عز وجل, أن تدوس شاحنة تلك المرأة وأن لا تكون هذه الشاحنة قد خضعت للتأمين, وأهم شيء أن يتأخر الاسعاف لسبب واحد وهو, غزارة الأمطار.

2 comments:

Anonymous said...

هههههههههه
قصة روعة ومدونة أروع
شاب طموح

ابن العم عرب said...

من اي شركة شوكولاطة اهي عيليت