الإعتداء الإسرائيلي على العرب والعروبة ليس حكرا على الأرض العربية فقط, وإنما يمتد ليصل الإعتداء على الفن العربي من شتى أنواعه وأشكاله المختلفة والمتنوعة. وكما إعتدنا أن نرى أسمائا يهودية مصطنعة أطلقت على أراض عربية وإسلامية عنوة, فهي الحال لدى ما يسمى "الطرب" الإسرائيلي. بغض النظر عن حقارة اللغة العبرية التي يتحدث بها الشارع الإسرائيلي, فإن مستوى الفن أصبح هابطا أكثر مما كان عليه منذ سنوات.
مقرفة هي الألحان التي تقدمها الأغنية العبرية وحقيرة هي الكلمات التي نسمعها من ذوي النفوس المريضة ممن يسمعون هذا النوع من الجعير, والمصيبة أن ثلاثة أرباع هذا الجعير منقول ومسروق. وكم أستحقر أولائك الذين يسمعون هذه الأغاني الوضيعة. وكم أكره أولائك الذين يرددون الأغاني العربية القديمة أمامي ليشكلوا لي فكرة بأنهم يحفظون الأغاني العربية كأغاني أم كلثوم وعبد الحليم وشادية وغيرهم. وكم مقرفة تلك المواقف التي أكون فيها طرف حديث عن إسم أغنية ما يريد شخص أن يعرفها.
ذات يوم سمعت أغنية منسوخة طبق الأصل من أغنية للمغني مصطفى قمر, كانت أغنية ناجحة جدا آنذاك, لكني شعرت أني سأتقيأ, ومرة أخرى سمعت مغنية تقلد أم كلثوم, إمرأة لن أشتمها وأقول عنها داعرة, فيكفي قولي عنها أنها لا ترتقي الى مستوى الصعود على المسرح أمام جمهور غفير يصفق لها لكي تغني له "إللي شفته قبل ما تشوفك عينيا", فأدائها قبيح ومنظرها يثير البكاء, وحتى إسمها مسروق من مغنية مشهورة لن أذكر إسمها وأكتفي بالقول أنها مغنية شامية.
السوق الإسرائيلي يتمتع بباع طويل في السرقة الفنية, بل ويمتص مجهود الملحن العربي والموزع العربي وحتى أداء الفنان العربي لتقديم أغان مسروقة بصورة قذرة. هذه السرقة تعود بأرباح مالية كثيرة على المغنيين السارقين, كما هي الحال في تلك الأراضي المسروقة من أصحابها العرب الأصليين حيث بنيت الفنادق والوحدات السكنية عليها وبيعت بأسعار خيالية لسكان جدد. لكن الإختلاف هنا أن الأغاني المسروقة قدمت للمستمع بصورة قذرة تثير التساؤلات حول الكم الهائل من اللاشعور واللاإحساس الذان يفرزهما من يستمع الى تلك المسروقات المشوهة.