May 7, 2007

نضال الطلاب وسياسة الإرهاب


قرأت ذات يوم خبرا في الجامعة العبرية عن حفل سيقام على شرف مدير البنك الوطني الإسرائيلي, ذلك الشخص الذي كان مرتبه رقما خياليا, رقم تجري وراءه أصفار عديدة. كانت الحفلة عبارة عن تقديم شهادة دكتوراة فخر لهذا الرجل, الذي حسب قولهم ساهم كثيرا في إصلاح الإقتصاد الإسرائيلي في الاونة الأخيرة. تابعت أخبار وملخص الحفلة من الإنترنت, وشدتني جمل هذا الرجل عندما تحدث عن التعليم في الجامعات واستشط غضبا وبدأت أكره هذا المتعفن منذ ذلك اليوم.

تحدث عن أهمية التعليم العالي في الجماعات والكليات وعن دور الطالب في إثراء المجتمع, وعن صعوبة الحياة الإقتصادية لكل الوزارات, وبدأ يعطي توصيات شمالا ويمينا وهذا ما أثار حفيظتي, عندما طلب من الجامعات أن ترفع تكلفة التعليم لكي ترقى بمستوى أكاديمي أكثر. وقد نسي أن في ألمانيا التي لا يجرأ أحد على الشك في مستوى الرقي التعليمي فيها, أن التعليم العالي فيها مجاني, ونسي الدول الغربية المتقدمة التي تسعى جاهدة لجعل التعليم مجاني.

بعد شهور قليلة من الحفلة, بدأ الطلاب بالثورة الطلابية الأكبر من نوعها, حيث أن التكلفة التي عليهم دفعها أصبحت بفعل فاعل مضاعفة تماما, وغير معقولة بتاتا. أثارت هذه الأخبار الكثير من الطلاب الجامعيين فبدأوا إضرابهم في كل الجامعات دون إستثناء رغم أنف المحاضرين ومدراء الجامعات حتى يتوصلوا معا الى حل لهذه المشكلة. فتأثر التعليم كله, وبدأت وزارة التعليم بحرب على جبهتين, واحدة مع وزارة المالية والأخرى مع مندوبي الطلاب. وبدأت الأمور تسوء الى ان وصلوا الى حل يقسم التكلفة التعليمية المقترحة على السنوات المقبلة. لكن يبقى التساؤل, كيف لدولة تنفق ما يقارب المليون شاقل في حراسة عائلة مكونة من أب وأم وولدان في إحدى المستوطنات شهرايا ولا تلتفت الى التعليم في داخلها وهو أساس المجتمع المتقدم والحضاري, أم أن سياسة الحرب العسكرية اللامنتهية هي السبب في أن يعاني طالبوا العلم في القرن الواحد والعشرين؟!.

No comments: