Jan 10, 2008

لستهم يهودا؟


من عادات بني صهيون, وهي عادة وثنية حسب إعتقادي, أن يزوروا المقابر "ليتحدثوا" الى موتاهم ولتذكرهم. من أغرب الأمور التي سمعتها ذات يوم, أن إمراة جائت الى المقبرة تحمل البلالين, والهدايا, حيث قامت بعمل حفل عيد ميلاد لزوجا المقبور تحت قطع من الرخام. إنها ليست حكاية خيالية بل هي واقع حدث أمام اناس أعمل معهم في شارع ما.

ما حصل أمامي شيء درامي, أكثر من كونه خيالي, حيث أنه ومن عادات بني صهيون أيضا, الرجوع الى قبر الميت بعد أسبوع من دفنه لتذكره, لكن الشرط في هذه "الذكرى" أن يكون عددهم أكثر من عشرة أشخاص. وعادة ما تكون العائلات الصغيرة في حاجة الى من يشاركهم في تلك الأمور, وهنا كانت القصة التي شعرت أني وكأني في فيلم من أفلام هوليود.

كنت أعمل في الشارع قريبا من المقبرة مع شخص حقير جدا, لأنه نصاب وكاذب. المهم, بينما نحن الإثنان نتحدث سمعنا صوت إمرأة سمينة تنادي, إلتفت الى الجهة التي كانت تنادي منها, وإذا بها تطلب مني بالعبرية طبعا, أن نشارك أنا والشخص الثاني في "الذكرى" للميت وهو أخاها وإسمه "تسفيكا". عندها أدرت رأسي الى الوضع الذي كان به من قبل وعدت للعمل دون أن أنطق بكلمة.

ذلك النصاب الذي كان معي, إبتعد عني وإختبئ خلف الحجارة, بحيث لا يرونه وهو يضحك. أنا لم أرد عليها, فهي لم تعرف أننا عرب ومسلمون أصلا. بينما أتحدث مع ذلك النصاب, وهو يخبرني عن قصة مشابهة حدثت معه, وإذا به ينظر خلفي وكأن وحشا سينقض علي, نظرت الى الخلف فوجدت تلك المرأة السمينة تقف خلفي وتنظر إلينا بحيرة وعلى وجهها إبتسامة شكر وخيبة أمل.

كانت تلك الإبتسامة حقا, خليطا من الشكر وخيبة الأمل, فالشكر كان لأننا لم نرد عليها في المرة الأولى , حيث أن خيبة الأمل جاءت لأننا لم نرد عليها في المرة الأولى لكننا وبسكوتنا هذا عرفت أننا لا نلائم للخدمة التي طلبتها. نظرت إلينا وقالت ألستم يهودا؟, كان ردنا بالنفي. إبتسمت وقالت أنها تريد أن يكتمل العدد "لذكرى" أخاها, لكن شكرا لكم. لا أعرف لماذا الشكر, هل لأننا لم نكذب عليها, هل لأننا لم نخدعها كما يفعل آخرون, أم لأننا لسنا يهودا؟.

2 comments:

sallam said...

امر غريب
انا لن اتفاجأ من هؤلاء اصحاب العقيدة الباطلة والفاسدة
ولكنه موقف طريف واحسنت التصرف
احييك

شكرا لك

تحياتي

ARAB said...

المزبوط يا محمد صلاح في هالشغلتين ما فهمتهم اللي هن 1- انو هاظ النصاب واللي احكيت معا واشتغلت معا 2- فاني مقبرة اشتغلتو يوميتها اللي في ولخ

جاوبني في اسرع وقت
ابن العم
ع.ر.ب