Jan 10, 2010

بنكي .. أنت طالق بالثلاثة



مضت خمس سنوات منذ أن دخلت عالم البنوك. في البداية كنت لا أزال أملك القليل من المال لأودعه في المصرف, كنت قد ادخرت هذا المال من عملي في مجال البناء كعامل بسيط, ومن كوني "تاجر" سابقا للألعاب النارية ايام الطفولة. تجربة المصرف أخذتني في عالم من الأوراق والوثائق الكثيرة. أذكر حينها أن أبي أخذني الى إحدى الفروع في شارع يافا في القدس. قمنا بعمل اللازم للحصول على حساب جديد. وها أنا الآن لدي حساب مصرف في مصرف "بوعاليم" وترجمة هذه الكلمة يعني بنك العمال.
لطالما أحببت هذا الفرع, ولطالما سعدت من الخدمات التي أتلقاها من الموظفات هناك, حتى أني كثيرا ما شجعت غيري على تحويل حساباتهم البنكية الى ذلك الفرع من منطلق أني أشعر بالراحة هناك, ولا مجال "للمقارنة" بغيره من البنوك. ما كنت أجهله في ذلك الحين, أني كنت مثل كثيرون غيري ممن يقعون في متاهة عدم المعرفة, أو لنسمها, متاهة البنوك.
بغض النظر عن الموظفات الجميلات, والهدايا المتكررة, والخدمات السرعة, هنالك ما يسمى بالبيروقراطية, وهي من أكثر المعوقات للمواطن العادي في حياته الطبيعية خصوصا في الدول "الديمقراطية", ما أعنيه ربما لن يكون مهما للبعض, لكني شخصيا أعاني هذه الظاهرة السيئة في هذا المجتمع. مشكلة البيروقراطية هي بالنتائج المتراكمة على رؤوس المواطنين, وفي هذه الحالة, على رؤوس الزبائن في البنوك. إن لكل عملية بنكية سعرا آخر, حتى سحب النقود بات يلازم نوعا من الدفع, ولو كان مبلغا رمزيا.
مشكلة البنوك لا تقتصر فقط على البيروقراطية ذاتها وإنما على "غباء" الموظفين نوعا ما, هذا الأمر وحده كفيل بأن يعيق يوم عملي كله أو أن يعكر صفو مزاجي فيتحول يوم عملي الى جحيم, ويصبح يوم دراستي كئابة متواصلة, هكذا هي الحال عندما أصطدم بحائط بملامح إنسان ألا وهو موظف أبله. هذا ما حدث معي يوم الأحد الماضي. قبله بأسبوعان كاملان, ذهبت الى المصرف على نية أن أخرج وبحوزتي توقيع المصرف على ورقة تحويل نقود من حسابي البنكي الى حساب الجامعة, على شكل دفعات, بدل أن أسحب نقدا وأدفع دفعة دسمة. دخلت الى المصرف, كالعادة إنتظرت قليلا ثم توجهت الى خلية الموظفة, هناك أخرجت الورقة من حقيبتي, وقد طلبت مني على الفور بطاقة الجامعة لكي تحول نوع حسابي من عادي الى طالب جامعي, وقد تركت توقيعها على هذه المعاملة, ثم توجهنا للحديث عن طلبي الأسطوري.
قمت أنا بلمئ الإستمارة كلها ولم يبقى سوى أن تخرج الموظفة الختم وتوقع على الإستمارة, وهذا لم يحدث, فقد أخذت الإستمارة ووضعتها في كومة من الإستمارات (والتي أظن أن مصيرها كان كمصير إستمارتي) وقالت لي أن هذا سيأخذ أسبوعا من المعاملات وأن المصرف سيقوم ببعثها الى الجامعة نيابة عني, وقد ذكر على الإستمارة ذاتها أن على الطالب توصيلها الى الجامعة بنفسه, لم يقنعني تصرفها ورغم ذلك فقد سلمت للأمر من منطلق أني "أثق" في هذا المصرف ومن يعمل فيه.
خرجت من هناك أسرع نحو الحافلة لأصل الى الجامعة وأبدأ أسبوعا جديدا, وبدون أن أقصد, قمت بإجراء محادثة هاتفية مع أخي أتحدث عن أشياء مختلفة ومن ضمنها سألته عن أمر الإستمارة, قال لي أنها موظفة ساذجة, وقد تصرفت بغباء ولن أنال التحويل المصرفي حتى بعد سنة!!
لم أخذ كلماته بجدية, وقلت لنفسي لأجرب, وهكذا كانت قصتي قد بدأت تأخذ شكلا جديا. مر أسبوع, والجامعة ما زالت تحجب عني رؤية تحصيلي العلمي, ومواعيد الإمتحانات, وغيرها من الخدمات. بعد أسبوعان, عدت الى المصرف, وعدت الى الموظفة نفسها, تريثت قليلا وفكرت أن أسحب نقدا ثمانية الآف من الشواقل أي أكثر من ألفا دولار, ودفعهم دفعة واحدة الى حساب الجامعة. أخذت بطاقة إنتظار, لكني وجدت أن أمامي ما يقارب الخمس عشر شخصا ينتظرون, أما في زاوية تلك الموظفة والتي تجلس في "خلية" الخدمات, فقد وجت أن لديها شخص واحدا فقط. ذهبت إليها, لم تعرفني لكني أذكر وجهها جيدا وجسدي يرتعش من الغضب.
بعد أن بحثت عن "قصتي الأسطورية" قال أنها لا تذكر ذلك, أخرجت لها الوصل الذي قد وقعت عليه قبل أسبوعان عندما حولت حسابي من عادي الى طالب جامعي. عندها لم تعد تنكر لكنها غيرت قصتها الى أن إستمارتي لربما تكون قد سقطت سهوا في "خطأ" تقني. الصراحة تقال أني لم ألقى أكثر وقاحة وسذاجة من تلك المرأة. على الفور قلت لها أن ذلك أفضل, تعجبت من قولي سائلة عن السبب, قلت لها أن تبدأ معاملة إغلاق الحساب كله.
بعد أن تعبت من إقناعي بأن هذا ليس خطئها, تعبت من التفكير, وأصريت على أن تغلق الحساب بصورة نهائية. كانت العملية سلسة وقصيرة نسبيا لكني طوالها كنت أوبخ تلك الموظفة وهي كالحائط تتلقى التوبيخ وتسألني إن كنت أريد إضافة كلمات أخرى. جعلتني تقريبا أجهش على البكاء, كنت أتحدث معها بللغة العبرية ثم تحول نصف الكلام الى اللغة الإنجليزية, لكثرة سرعة تدفق الغضب في جسدي, كنت أريد أن أوبخها أكثر, أن أرفع صوتي, أن أعبر عن غضبي.. لكني إكتفيت بتوجيه كلمات مناسبة لوضعها. بصراحة لم أرى أكثر منها وقاحة وغباءا وسذاجة.
بعد خمس سنوات من الخدمات والتهاني والهدايا بمناسبة وبدون مناسبة, أغلقت حسابي هناك, وقمت بفتح حساب في بنك "ديسكونت", على الأقل هنالك فرع في الجامعة, قريب مني متى شئت, ناهيك عن المعاملة الحسنة التي أتلقاها. أشعر أني ربحت وأنهم قد خسروا, وكل ذلك بسبب موظفة تافهة. إذن فقد تم الطلاق بيني وبين بنك العمال, طلاقا كاثوليكيا لا عودة فيه. يؤلمني ذلك لكن هكذا أرادوا أن تكون الموظفة, وهكذا أردت أن أعبر عن غضبي, وهذا ما حدث بيني وبين بنكي. تبا لك يا يفعات إلياهو!!!

4 comments:

Unknown said...

الطلاق ابغض الحلال عند الله
ههههههه
انا فهمت انك فدمت הוראת קבע כדי שהאונברסיטה תמשוך מחשבונך את שכר הלימוד
תשמע אני הייתי מציע לתת שקים במקום אבל הבירוקרטיה זה בכל בנק וצריך להיות זהיר בכל אופן זה לא נוראה מוחמד

Anonymous said...

السلام عليكم :)

لست خبيرة بالامور البنكية فلم ادخل للبنك سوى مرة واحدة..
ولكني كنت قد سمعت من الاقارب حول تلك " البيروقراطية " التي تحدثت عنها ها هنا..
وبالفعل الله يعين " الناس البسطا " الي زينا :)

بالتوفيق اخ محمد..
بانتظار تدويناتك الجديدة

Anonymous said...

بسم الله الرحمن الرحيم
التعامل مع البنك حرام وهو الربا
والدليل قول الله تعالى
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
سورة البقرة 275
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
سورة البقرة 278
فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ
سورة البقرة 279
فائدة ان شاء الله === الطلاق ابغض الحلال عند الله === يا جاهل في السنة
أبغض الحلال إلى الله الطلاق
موجود في سنن ابي داود والحديث ضعيف لا يحتج بي الاحاديث الضعيفة ولا تقول على الله ما لا تعلم
وقل ربي زدني علما

ولا تغضب مني لي كتابتي يا جاهل فل جهل هنا عدم المعرفة
وأستودعكم الله
فراس

.... said...

ليش هالحكي يا محمد هو انت متجوز اصلاً لتطلق
ابن العم عرب