Oct 11, 2006

رمضان والإنحباس الحراري


انها سنوات حاسمة ومتهورة ومضطربة, فلا منطق لما يحدث للطقس والاحوال الجوية. تارة تصيب وتخطئ تارة اخرى, انها نتيجة حتمية للتلاعب البشري بالطبيعة. الانسان ولا سيما الانسان المعاصر يتحمل قدرا كبيرا من المسئولية في قضية ارتفاع الحرارة المتزايد عاما بعد عام, فانبعاثات الغازات من المصانع وتراكم السيارات على الشوارع المزدحمة وعدم توفير طاقة نظيفة غير مؤذية للبيئة هي عوامل ادت وتؤدي الى ارتفاع درجة الحرارة للكرة الارضية عاما بعد عام حيث سميت هذه الظاهرة بالاحتباس الحراري.

شهر رمضان كغيره من اقسام العام يترك بصمة مميزة في حياتنا. في الماضي قبل عشرين عاما تقريبا كان الصوم في شهر رمضان الكريم يبدا في الربيع في شهر اذار وفي نيسان وحتى في ايار كان الحر يلازم الصائمين طيلة الشهر لكنهم كانوا يصمدون رغم الحر نظرا للفصل الربيع ذو الشمس الساطعة.

اليوم الوضع مختلف. شهر رمضان يبدا تقريبا قبل الخريف اواخر الصيف والمفروض ان يكون الطقس متعاونا مع الصائمين الا ان الاحوال مختلفة ومتضاربة. الحر شديد جدا, في عام 2003 كان اول يوم من شهر رمضان يوم احد الموافق للسادس والعشرون لتشرين الاول حيث انه من المفروض ان يكون يوما ماطرا او على الاقل يوما باردا بعض الشيء الا ان هذا اليوم كان حارا, انا اتذكر هذا اليوم خصوصا انه قد تكونت لدي فكرة عن مفهوم الاحتباس الحراري.

لم تكن الصعوبة في الصوم نفسه, بل الصوم متعة وارادة ففي السنوات الاخيرة لم يمضي شهر رمضان الا وقد عملت فيه في البناء وشعرت بمتعة الصيام وسعادة الصائم, لكن الصعوبة تكمن في الطقس الذي لا يتعاون ابدا. فشهادة من صام قبل عشرين عاما واكثر هي خير برهان على ان الصعوبة في صيام رمضان هذه الايام ليس بسبب الجوع وانما بسبب الطقس الحار الغريب. فمتى سيترك الاحتباس الحراري شهر رمضان الكريم وشأنه؟, لعل الاعوام المقبلة ستكون اجابة لهذا السؤال.

No comments: