كم مرة رأينا مراسلون يكذبون بشأن أحداث لم تحدث قط. هذه واقعة حقيقية, لمراسل لراديو صوت اسرائيل بالعربية. في احدى ايام الجمعة عندما انتهت صلاة الجمعة, ذهبنا الى السيارة المركونة خارج اسوار المسجد الأقصى بعيدا. أي أن مسافة المشي على الأقدام تستغرق وقتا, ولا بد من المرور بمساحة لا بأس بها للوصول الى السيارة, وفي الواقع كانت الحركة طبيعية جدا.
في شارع صلاح الدين المشهور, تجار ومحلات تجارية كثيرة, وبطبيعة الحال فان الجميع يتسوق من هذا الشارع او من الشوارع الأخرى خصوصا بعد صلاة الجمعة. وعلى ذلك فانني في ذلك اليوم مشيت من شارع صلاح الدين ولم أرى سوى حركة عادية جدا, الا أن الوضع اختلف عندما ركبنا في السيارة, بحثنا عن موجة اذاعية لتقفز لنا اذاعة صوت اسرائيل بالعربي حيث كان هناك اتصال بين الاذاعة والمراسل الذي لن اذكر اسمه هنا.
بدأ المراسل وكأنه في ساحة معركة, كأنها حرب ضروس, ولكن دون أن نسمع في خلفية تقريره أصوات الدبابات والطائرات. كان ذلك المنافق يشرح الوضع الذي يحيط به والخطورة المحدقة به لأنه على حد تعبيره يقف وسط اطلاق النار على المتظاهرين الذين يقيمون انتفاضة في شارع صلاح الدين. على الفور علمنا أنه كاذب ومنافق ولا يخجل. كيف لشخص ان يمر بالشارع قبل لحظة فقط ويركب سيارته ليدهش ان الحواجز اقيمت وان المصابين ينقلوا بالعشرات وان الشرطة اغلقت الشارع, والواقع انه لم يكن من هذا القبيل شيء يذكر. منافق كاذب ولو أني مدير الإذاعة لقمت بتعليقه على أبواب المحطة ليكون عبرة للمراسلين المنافقين أمثاله.
No comments:
Post a Comment