Mar 13, 2007

الزعتر وطبيعة العنصرية


كم لذيذ كوب الشاي في الصباح بعد تناول الفطور البسيط, كالزيت والزعتر. انه تقليد منذ مئات السنين, وخصوصا في بلاد الشام كلها لأنها تمتاز بتربتها الخصبة. تقطف أعشاب الزعتر وتغسل ويتم تجفيفها في تحت أشعة الشمس الساطعة ومن ثم تطحن ويضاف اليها السمسم ويصبح جاهزا للإستعمال. لكن الزعتر ليس مجرد عشب يأكل, بل هو موسم للقطف, ومبشر بقدوم فصل الربيع.

كل عام يستعد الكثيرون في هذه الفترة من السنة, وهي ما قبل الربيع, للصعود الى الجبال للبحث عن "بيوت" الزعتر وقطفها. أمر في غاية السهولة لكنه يحتاج الى أعصاب هادئة والى نفس طويل, فالأمر ممل جدا لذلك نجد أن الكبار في السن يتقنون التعامل مع الزعتر اكثر من الجيل الصغير, وذلك لأن نفوسهم لا تضيق بسرعة على عكس الشباب. هذه المشكلة باتت في طي النسيان, لأن مشكلة جديدة ظهرت لمن يقطف الزعتر في السنوات الأخيرة.

قامت مؤسسة المحميات الطبيعية بسن قوانين بشأن من بقطف نباتات من الطبيعة على اساس انها جريمة, ومن يمسك فسيلقى عقاب شديد, يصل الى الحبس لبضعة أيام. وقد سمعت قصصا عن أشخاص قد أمسكوا بالفعل وتم زج بعضهم في مراكز الشرطة ليوم على الأقل. اعتبر كثيرون هذا القرار كخطوة جديدة في العنصرية الإسرائيلية حيث أن المتضرر الوحيد هو المواطن العربي فاليهود لا يعرفون الزعتر سوى من خلال الإعلانات والسوبرماركت.

الزعتر موجود في الجبال منذ القدم, وقطفه هو اجراء روتيني وطبيعي لا أكثر الا أن السلطت تلاحقنا حتى في الزعتر, فأصبح الخروج الى الطبيعة أمرا صعبا ومن لم يستطع أن يتحمل البقاء دون زعتر, ذهب للجبال ولكن اذا أمسك فسيرمي الزعتر ويدعي أنه يتجول في الطبيعة بحثا عن المناظر الخلابة. وهذا ما حصل بالفعل مع البعض. وعلى الرغم من التشديد في الفترة الأخيرة الا أن التشديد لم يفلح, حيث ذهبنا لقطف الزعتر ومن منطقة مكشوفة فلم نجد سوى بقايا للزعتر, فعرفنا أن شخصا ما كان هنا وقضى على المحصول كله ولم تفلح معه التشديدات العنصرية لمنعه من قطف الزعتر.

No comments: