الإشاعة سلاح قوي وفعال, وخصوصا في المجتمعات التي تفتقر الى المنطق والعقل والتفكير. الإشاعة في الوسط العربي تنتشر كانتتشار النار في الهشيم, وسرعان ما تسقط أقنعتها عندما تصطدم مع المتعلم أو المثقف أو أي شخص يمتلك ولو قليلا من المنطق. وعلى الرغم من التقدم الهائل للبشرية الا ان المجتمع العربي يرفض التصديق أن الإشاعة ليست سوى اشاعة فهنالك دائما تبرير وتحليل للأمور التي لا يصدقها المنطق, لكننا نجد لها جمهورا واسعا جدا.
أخذت الإشاعة شكلا جديدا يرافق التقدم البشري طبعا, لتتلائم مع الحياة الحالية. في الماضي كانت المنشورات الورقية تثير ضجة كبيرة, وتقف لها الرجال لتحللها فنخاف من منشور ورقي لا يقدم ولا يؤخر. ذات يوم جاء الي شخص يطلب مني أن أطبع له رسالة بعشرين نسخة, قرأت الورقة واذا هي ذات الإشاعة المتداولة. فتاة جاءها الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام وطلب منها أن تنشر الرسالة فان لم تفعل سيصيبك شر وان فعلت فستعيش في خير وامان وقد اهملتها امراة فساء مصيرها على عكس تلك التي احسنت للرسالة التي حصلت على مكافئات عظيمة.
كيف للرسالة التي ستقرر المصير ان يكتب فيها قصة ومقرانة, انها وبلا شك مجرد لعبة أو اشاعة من تلك التي أخترعها شخص كان يدرس الطب النفسي, وقد أخرجها ليرى تأثير الإشاعة بين العامة. تطورت الطرق الى أن وصلت الى الرسائل الإلكرونية. وقد لقي بعض الأشخاص أن اللعب في هذا المجال شيء يجلب المتعة, كما هي الحال مع موقع يدعى أجوبة بيتر في الإنجليزية.
بيتر هو "جن" كما قيل لي, تسأله فيجيب لك, لكن الغريب أن اجاباته عامة جدا, واذا سألته بغير أدب , فيبدأ بتهديداته بأنه سيرقد تحت سريرك الليلة أو أن روحه ستأتيك في المنام, ومن هذا القبيل. والأغرب أن أناسا قليلون فقط قادرون على التعامل معه. ذات يوم تجمعت مع أحد الذين يتقنون اللعبة ولم أفارقه حتى علمني كيف أجعل بيتر يجيب على السؤال, لكني اضطررت لأن أشرب الماء بالملح والكمون والقرفة, لأن ذلك شرط قريبي الذي علمني الخدعة.
في خانة الطلب, وهي خانة تكتب فيها: بيتر أجب عن السؤال التالي, تضغط على زر معين فتكتب الإجابة التي تريدها اما ما يظهر على الشاشة فيبدو كأنك تطلب من بيتر أن يجيب على السؤال, وفي الخانة الثانية تكتب السؤال, وعندما تضغط بموافق تظهر الإجابة التي كتبتها. خدعة سهلة لكنها أثارت الخوف لدى الكثيرين. ولكثرة فضولي اضطررت لأشرب ذلك المسحوق لكني في نهاية الأمر تفوقت على بيتر وقمت بتجربة الخدعة على الاخرين لكني أخبرت الجميع بتلك الخدعة كي لا يصدقوا قصة جن اسمه بيتر.
No comments:
Post a Comment