Jan 7, 2007

تعب متواصل


الساعة الخامسة صباحا, افق انها دقائق معدودة لكي تستعد ليوم عمل شاق. جملة أصبحت مكررة وأخذت اعتاد عليها فلقد عدت للعمل في مجال البناء من جديد. البناء عالم جميل أشعر أنه مليء بالفن والإبداع على عكس كثير من المهن الأخرى, الا انني اخذ منه في وضعي الحالي مجرد عمل لا اكثر. وكل صباح استعد للخروج في تمام السادسة ليوم عمل شيق ومليء بالضحك, فالذين اعمل معهم مسلون جدا, وكم صعب أن أجد مثلهم خصوصا في مجال البناء.

العمل في البناء لا حدود له, فمن قطعة أرض خالية يمكن للإنسان رفع البنايات الضخمة الشاهقة الإرتفاع, لكن ذلك يتعلق بالوضع الاقتصادي في أغلب الأوقات. بالإضافة الى ذلك فان البناء عمل ممتع لمن أحبه, فهو مصدر رزق يجعل العامل يشعر بأن تعبه يساوي شيئا في نهاية اليوم. وعلى الرغم من ذلك فان البناء أيضا مصدر للمخاطر التي لا تعد ولا تحصى, فمن تشقق جلد الأصابع الى شعور بتفكك الجسد الى تصلب في الارجل تكمن المخاطر. وأكثر الأمور المزعجة هي التعب المتواصل.

يومان في الأسبوع أرى أنهما لا يكفيان من اجل الخلود الى الراحة الجسدية كما يجب. لعل الإعتياد على شيء ما يساعد وبصورة كبيرة جدا في التغلب على المصاعب, فما هي الا أسابيع معدودة واذا بالجسد يتأقلم في اطار ساعة بيولوجية معينة تبقيه نشطا طوال العمل وتريحه اثناء النوم, بل وتغنيه عن ساعة المنبه. العمل في البناء ممتع لمن أحبه وقدره لكنه خطر لمن لا يجيد التعامل والتأقلم فيه, أنا أعمل منذ كنت في الصف السادس أيام المدرسة الإبتدائية, لذلك فاني أحمل خلفية في هذا المجال, لكني لا أنصح أحدا بدخول هذه المجال, الا اذا كان مضطرا, فمجمل العمل تعب متواصل.

No comments: