كذب مذيعو النشرة الجوية ولو صدقوا, فمنذ أن كنت في سن صغير كنت أعرف أن مذيع النشرة الجوية لا يعلم بالغيب, وان كان عمله يرتكز على صور الأقمار الصناعية وتحليل حركة الغيوم واتجاه الرياح, لكن ذلك لا يمنحه الحق في أن يتنبأ بما سيحصل في اليوم التالي من أمطار وثلوج وغيرها.
عندما يحين الشتاء فان المقاييس تختلف, وتتباين التوقعات بشأن احتمالات حدوث عواصف ثلجية تجتاح البلاد. تارة نسمع ان المناطق الواقعة على ارتفاع معين ستنال قسطا من الثلوج, نفيق في الصباح فلا نجد سوي ضباب ورياح باردة قارسة. وتارة يخبرونا ان العاصفة ستملأ البلاد ثلوجا, وسترتدي الأرض ثوبها الأبيض من جديد, لكننا لا نرى سوى أمطارا غزيرة, وأغلبها مصحوبة برمال من الصحراء, فبدل أن تنظف الأرض تقوم برفع معدل الغبار.
مذيعو النشرة الجوية ليسوا بأنبياء وانا أعرف أنهم يقرأون الأخبار الجوية من خلال شاشة صغيرة كتبها محرر النشرة الجوية, ولكني كباقي الناس العاديين, احب أن الومهم. هناك مذيع للنشرة الجوية على القناة الاسرائيلية العاشرة, يدعى "داني روب", عندما أشعر على أرض الواقع أن كلامه غير صحيح بالنسبة للطقس أبدأ في شتمه والتخطيط لضربه ضربا مبرحا خصوصا اذا كنت أنتظر أن تأتي عاصفة قوية ولا تأتي, لكني في نهاية المطاف أعود الى الواقع حيث أرى ان "داني" غير مذنب, فالطقس يتغير باستمرار لتأثره بعوامل عديدة جدا, ولعل الاحتباس الحراري أحد هذه العوامل.
ماذا يفيد هذا الحديث عن الاحتباس الحراري في ذروة الشتاء, جل ما أريده هو أن أرى الثلج. جل ما أريده أن ينتهي هذا البرد القارس الذي لا يحمل سوى الزكام والحوادث المميتة على الشوارع, سؤالي بسيط جدا هل سيهطل الثلج ام لا؟.
No comments:
Post a Comment