Apr 1, 2007

من عدو من؟


الزكام آفة حقا, وكرهه حق على كل انسان. ولو كان هنالك عدل في الدنيا, لأوقفت الحروب والمعارك الطاحنة ولتوحدت البشرية في محاربة العدو الأخطر الا وهو الزكام وتوابعه. عندما أصاب بالزكام تتضارب عندي الأمور وتختلط فيما بينها, فالحمى المصاحبة للزكام تأخذني في رحلة تفكير غريبة, وغالبا ما تخطر لي أفكار غريبة جراء الحمى المصاحبة للزكام.

تعلمت من الماضي ان أفضل دفاع هو الهجوم, وخصوصا الهجوم المفاجئ والمدعوم بالتطور التكنولوجي الحديث في مجال الطب والدواء, وهكذا كان. ذهبت الى العيادة انتظرت قرابة الساعة أناضل فيها للوصول الى الطبيب, تارة تأتي امرأة تدخل اليه دون أن ترى أن غيرها قد جاء قبلها, وتارة يأتي شخص يمشي بمعجزة, وتارة تأتي صبية وتخطف الدور لنفسها. ولا أحد يسأل, الكل في فوضى والكل يفعل ذات الشيء, مجرد أجسام لا تعرف النظام. عندما فتحت لي بوابة الطبيب السحرية دخلت اليه منهكا.

طبيب روسي, وأشك في كونه طبيبا أصلا. كيف لطبيب يحمل شهادة طبيب وخصوصا من يعمل في وزارة الصحة الإسرائيلية, حيث يمر بامتحانات واختبارات يعجز عنها أطباء كثيرون ممن تعلموا في أوروبا؟!. فتساءلت في نفسي عن هذا النموذج السطحي, كيف لطبيب لا يتحدث العبرية كما يجب على الطبيب ان يتحدثها وحتى الأمور الأساسية منها؟!. تركت هذه الإسئلة حتى أشفى فليس يهمني هذا الطبيب. عندما حاول الكتابة على الحاسوب لم يعمل فطلب مني اغلاق الهاتف الخليوي, ففعلت, ثم كتب لي ذلك الأحمق لائحة الأدوية. أخذت الورقة واشتريت الدواء وبدأت في استعماله.

انقضت تسع أيام من العشرة التي كتبت في وصفة الدواء, وحالتي تزداد سوءا رغم أني التزم التزاما تاما في تناول الدواء والمواظبة عليه لكن دون فائدة. حاولت قراءة ارشادات الإستعمال علها تفيدني بشيء, لكنها مثل عدمها. حاولت التفكير من منظور طبيب, فوجدت أن أفضل حل هو العودة اليه وطلب دواء اخر. لكني في الطريق اليه فكرت بجدية بما أمر به من حالة مضطربة فقررت أن أتنازل عن العلاج كله وأن أركز على ضربه بكل قوتي. وأقسمت أني لفاعلها, لكنه كان قد نقل الى القدس قبل ذلك بثلاثة أيام فقط وذلك للشكاوى التي قدمت ضده من كثيرين. فمن كان عدو من؟!.

No comments: