هنالك مثل يقول: "ليس كل ما يلمع ذهبا". هذا المثل ينطبق على الكثير من الحالات التي نراها يوميا في حياتنا, وينطبق كذلك على أشخاص كثيرون لكونهم منافقين ومخادعين, وكثير منهم على حساب الآخرين. فالنفاق وجد منذ القدم, وهو غريزة موجودة لدى كل منا, لكن قوتنا التي تكبح هذه الغريزة هي التي تشكل جوهرنا في التعامل مع الآخرين في حياتنا اليومية.
أبو البراء –وهو اسم مستعار- رجل طيب ومتدين ويصلي خمس مرات في اليوم. كان الدافع الأخير في جعل شخص يلجأ الى الصلاة فلطالما نبهنا ذلك الشخص الى الصلاة وكان يحب أن يسمع منا نطلب منه ذلك الى أن تعرفنا الى أبو البراء. فأحبه ذلك الشخص ومال الى نصائحه وعلى غير العادة رأينا ذلك الشخص يطلب منا مساعدتنا في تعليمه الصلاة حتى يتسنى له الصلاة دون مساعدة. وكنا فرحين بذلك كثيرا كوننا نجحنا أخيرا وبمساعدة أبو البراء طبعا في جعل ذلك الشخص يصلي.
لا انكار أن أبو البراء ساهم كثيرا في انقاذ ذلك الشخص من الضلالة. لكن المفاجئة الغير متوقعة على الإطلاق كانت عندما كنا على موعد مع الإستراحة. كان شخص يدعى عماد وهو المسؤول عن العمال حيث كان أبو البراء بينهم. سمعنا عماد يتصل ويتحدث مع أبو البراء ويبدي خوفه من المسئولين عنه ومن المراقب على العمل ولم نفهم القصة.
عندما انتهى عماد من المكالمة جاء الينا لكي يفسر لنا سبب قلقه الذي أبداء لأبو البراء على الهاتف, ولم يكن أحد يتوقع أن يسمع ذلك عن أبو البراء الذي ينتصب باتجاه القبلة عندما يؤذن المؤذن بالضبط لكي يصلي, لم نتوقع ذلك من رجل كان الدفعة الأقوى في اقناع ذلك الشخص بالصلاة أخيرا. أبو البراء كان في قريته بعيدا عن مكان العمل وكان يتحدث ويطلب من عماد أن يسجله وكأنه حاضر للعمل وهو جالس في البيت, أي أن يتقاضى أجره دون تعب, حيث حدثنا عماد عن أنه فعلها عدة مرات لكنه يخاف من أن يمسكه المراقب على العمل, أوليس هذا بنفاق يا أبا البراء؟!.
No comments:
Post a Comment