Jun 3, 2007

صلاة الجمعة بتوقيت إسرائيل


إن كنت أفكر في أية دولة عربية عن الإعتقالات السياسة وعن المشاكل الإقتصادية فيها, وعن المشانق السرية وعن الفساد الإداري والسياسي وحتى الديني من أعلى رأس فيها الى أصغر مواطن فيها, وإن كنت أفكر في هموم مواطنيها وعذابهم اليومي فإني بطبيعة الحال لن أحسد شعبها على وضعه, ولكني في الواقع أحسد الدول العربية على شيء واحد وهو الأجازة الرسمية أيام الجمعة, ذلك الشيء الذي يتلاشى في وقتنا الحالي ضمن مشروع أسرئلة المواطنين العرب داخل الخط الأخضر. هنا تتضارب الأمور في معطم مجالات الحياة عندما يتعلق الأمر بيوم العطلة الرسمي.

صلاة الجمعة مهمة جدا لمن يقدر أهميتها, ومن هذا المنطلق فإن أهمية كون يوم الجمعة يوم عطلة رسمية هو أمر حاسم وخط أحمر, وبسبب تلك الأهمية تنازلت عدة مرات عن العمل أيام الجمعة بالرغم من حصولي على وعود بالذهاب الى صلاة الجمعة حينما تحين الصلاة, إلا أني لا أطيق تعدي الخط الأحمر بخصوص يوم الجمعة. عندما كانت لدي إمتحانات أيام الجمعة كنت أستغل الفرصة بوجودي قريبا من المسجد الأقصى, وشاءت الظروف أن تكون كل تلك الإمتاحنات "الجمعية" تنتهي قبل الصلاة بساعة تقريبا, حيث أستطيع الجلوس براحة وسماع الخطبة من أولها والأهم الصلاة في المسجد الأقصى.

رغم أن التعليم في الجامعات يتعطل بشكل جزئي يوم الجمعة, إلا أن المدارس في الوسط الغير عربي تباشر التعليم بشكل عادي. الأمر في مجال التعليم محسوم أمره, فلا تعليم في الوسط العربي يوم الجمعة. لكن المشكلة تكمن في المجالات الأخرى, الدوائر الحكومية توقف العمل بشكل جزئي وليس بشكل كامل, فهي توقف العمل فقط في الأوساط التي تتخذ من يوم الجمعة عطلة رسمية. أما الحال في القطاع الخاص فحدث بلا حرج.

لكي يستطيع عامل في فندق مثلا, الصلاة يوم الجمعة فإن ذلك سيفتح جبهة حرب كلامية بينه وبين المسئول عنه. فيوم الجمعة يسبق السبت وهو يوم العطلة الرسمي, لكن الجمعة مهم جدا للتحضيرات لليوم التالي. الحرب الكلامية متواجدة في شتى أماكن العمل وخصوصا في أماكن العمل التي تعتمد على نهاية الأسبوع. لكن معظم الذين يصلون صلاة الجمعة في المساجد, أو بالأحرى المواظبون على صلاة الجمعة غالبا ما يجدون تبريرا أو قوة موقف ليكونوا حاضرين في المسجد وخصوصا الذين يعملون في أماكن عمل تقتضي مصلحتهم بأن يعملوا أيام الجمعة. فمن الغالب في هذه الحرب الخفية؟.

أكيد أنها الرغبة في فرض يوم الجمعة كيوم عطلة رسمي, وأن صلاة الجمعة لن تسير حسب توقيت اسرائيل, فالمصلي هو من يحدد. وهو الذي يتحمل على عاتقه المسئولية, وهذا ما يحدث بالفعل رغم أن هنالك ممن خسروا وظائفهم في سبيل عدم التخلي عن صلاة الجمعة, لكنهم حافظوا على إلتزامهم بالصلاة كل يوم جمعة في المسجد.

No comments: