ثلة من التعفنين والحثالة والرعاع, ثلة من المنحرفين والمنحرفات والشواذ, أسسوا ما يعرف بالبيت المفتوح. البيت المفتوح هو ملتقى الشواذ سواء من العرب واليهود, فلا فرق بين الإثنين من وجهة نظرهم, فالشذوذ يجمعهم سوية. ذات يوم قرأت منشورا كان قد وقع بين يدي عن طريق شخص أراد أن يعرف رأيي بمحتوى المنشور. كان المنشور يتحدث عن أفكر وأهداف البيت المفتوح, وعن معاناة الشواذ في المجتمع العربي على وجه التحديد. كل ما أذكره هو أني لم أكمل النقاش من منطلق أن الحديث عن هذا الموضوع بحد ذاته يثير الإشمئزاز, ويجلب الشعور بالحاجة الى التقيؤ.
الشواذ في اسرائيل يحظون بقاعدة جماهيرية كبيرة خصوصا في تل أبيب, في الصيف تصبح تلك المدينة كمدينة قوم لوط, لكثرة الحفلات الشنيعة. وعلى الرغم من ذلك, فإن الإعتراض على نشاط هذه الجماعات يزداد توترا ويتصاعد كل عام, فرجال الدين اليهود يرون في الشواذ خطرا هالكا على المجتمع وأخلاقه, ويقفون في المحاكم لمنع نشاطات الجماعات التي تضم الشواذ بمختلف أشكالهم. البيت المفتوح بدوره يقوم بتنظيم مسيرة حاشدة كل عام, مسيرة كبيرة تدعى "مسيرة الفخر", حيث يختلط فيها الحابل بالنابل تحت عيون الشرطة التي تحرس المسيرة خوفا من حصول أي إعتداء.
في الأعوام الأخيرة أخذ البيت المفتوح على نفسه عهدا أن يصعد في مسيرة الفخر الى مدينة القدس, ذلك الأمر أثار غضب الوسط اليهودي المتدين, ووصلت المسألة الى المحكمة العليا التي سمحت في النهاية للشواذ بالمجيء الى القدس من منطلق حرية التعبير عن الرأي, وهنا إضطرت الشرطة أن تنتبه جدا وأن تحبط عمليات التصادم بين الشبان اليهود المتدينين وبين الشواذ المحتفلين.
سارت المسيرة كما أرادوا, وإزداد غضب الطرف الثاني, والشرطة تقف بين هذا وذاك. الأمر الذي شد إنتباهي آنذاك هو خبر هامشي عن شخص يهودي متدين, أراد العبور من خلال الشرطة التي تقف لحماية المسيرة, وعندما سؤل عن وجهته, صرح بأنه ذاهب الى الأوقاف لكي يغير دينه من اليهودية وأن يدخل الإسلام, لأن المسيرة برأيه حطمت مقوله أن إسرائيل دولة يهودية.
No comments:
Post a Comment