Jun 20, 2007

الألمان والسنوات الضوئية


يستحقون الإحترام رغم انف كل معارض, الألمان شعب عريق وعظيم وحبذا لو أن الشعوب الأخرى تحذوا حذو الشعب الألماني, لما كان على وجه الأرض إنسان أمي ولما كان على وجه الأرض جهل وجهلة. ما يميز الألمان هو إخلاصهم وتفانيهم في منتجاتهم مقارنة بما تقدمه الشعوب الأخرى من منتجات وصناعات, كم آسف أن هذه المقالة لن تشمل الشعوب العربية, لأنها ببساطة لا تقدم صناعات تكفي لأن ترتقي الى حد المقارنة مع المنتجات الألمانية.

الصناعة الألمانية تسبق غيرها بسنوات ضوئية ويمكن تلخيصها في إحدى الجمل المفضلة لدي والتي تقول: أن الألمان يصنعون الشيء ويقدرون ثمنه وفق ما كلفت صناعته على عكس غيرها حيث تصنع الأشياء محدد سعرها مسبقا. هذا الأمر ينطبق على شتى الصناعات الألمانية وفي كل المجالات, فلا يختلف إثنان بالثني على الصناعة الألمانية خصوصا في السيارات, ومحركات السيارات والأدآء, ومتعة القيادة والأمان على الطرق والحفاظ على نظافة البيئة والرفاهية اللامتناهية.

الأمر ينطبق أيضا على الصناعات الخفيفة والسطحية أيضا, فمثلا مسمار ألماني يصلح للإستخدام أكثر من عشر مرات ولا يزال يحافظ على صلابته على عكس المسمار الصيني, والذي أقسم أنه لم يستطع أن يخترق قطعة خشب, فإنحنى وتقوس وأصبح كعجوز شمطاء ينقصها كفن وقبر. حتى مسمار الفولاذ والذي من المفروض أن يخترق الباطون لم يستطع المسمار الصيني أن يخترق الباطون, على عكس المسمار الألماني الذي إن إخترق الباطون فلا يخرج منه أبدا.

حتى أن الأمر أيضا ينطبق على "ريشة الدرل", فما بين الريشة الألمانية والريشة الصينية سنوات ضوئية. فالريشة الألمانية إستطاعت الصمود معي ما يقارب ثلاثة أيام متتالية ودون توقف, وكنت أعجب كيف لقطعة حديد كهذه الصمود كل هذه المدة في الحفر في الحجارة دون أن تنكسر حتى جاء غبي ووضع حجرا على "الدريل" فإنكسرت, فكان البديل تلك الريشة الصينية, والتي أقسم أني لم أبدأ بعد وإذا هي تطير في الهواء, وكأنها تشير أن الحجر أقوى منها فقررت التنحي عن المهمة, فوضعت ريشة صينية جديدة, لكنها هذه المرة خدمتني نصف ساعة ومن ثم إنحنت وذابت.

المسألة ليست بسيطة, فأموال طائلة تنفق سدى على المنتوجات الصينية. وليتها تأتي بنتيجة. بالمقابل يمكن شراء منتوجات ألمانية ولو أنها مكلفة أكثر إلا انها تصمد وتخدم أكثر وبالتالي فإن التوفير في مثل هذه الحالات يضر ولا ينفع, فنخسر الوقت في تبديل الصيني المعطوب بصيني جديد سيعطب حتما. المسألة لا تقف عند مسمار أو ريشة وحيدة, بل هي أموال تنفق يوميا سدى, فعند شرائنا منتجا من أي إنتاج آسيوي, وكان بالمقابل منتوج ألماني فعلينا أن نتذكر ذلك المثال الذي يقول: ليس لدي مال كثير لأشتري المنتوج الرخيص.

No comments: